الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة

مع التطور السريع في عالم التكنولوجيا المالية، ظهرت أنواع جديدة من العملات التي غيرت طريقة التعاملات المالية عالميًا، من بينها العملات الرقمية والعملات المشفرة، ورغم التشابه بينهما في كونهما أصولًا رقمية تُستخدم في الدفع والتداول، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما تتعلق بطريقة إصدارها، تنظيمها، ودرجة الأمان والخصوصية التي توفرها، في هذا المقال، سنسلط الضوء على الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة، لفهم طبيعة كل منهما وأثرهما على الاقتصاد العالمي من خلال موقع ثقة بروكرز.




blue-background

نشأة فكرة التعاملات النقدية الإلكترونية

قبل التعرف على الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة، لابد أن نعرف نشأة كلاهما، حيث انبثقت فكرة العملات الرقمية (Cryptocurrency) من مفهوم التشفير وفك الشفرة، حيث تم تطويرها لضمان الأمان والخصوصية في التعاملات المالية، تعتمد هذه العملات على التشفير الإلكتروني لإنشائها وتخزينها، دون الحاجة إلى سلطة إشرافية أو بنك مركزي، مما يجعلها مختلفة تمامًا عن العملات التقليدية، مثل الريال السعودي (SAR) أو اليورو (EUR) أو الدولار الأمريكي (USD)، التي تصدر عن البنوك المركزية ولها كيان مادي ملموس.

البدايات الأولى للتعاملات الإلكترونية

بدأت فكرة التعاملات النقدية الرقمية في أواخر الثمانينيات في هولندا، عندما واجهت محطات التزويد بالوقود على الطرق السريعة مشكلات متكررة تتعلق بالسرقات، ولإيجاد حل لهذه المشكلة، استعانت إدارة المحطات بمجموعة من المبرمجين لتطوير نظام يربط المدفوعات ببطاقات ذكية، تتيح للسائقين شراء الوقود دون الحاجة إلى استخدام النقد الورقي، كانت هذه الخطوة بمثابة انطلاقة لابتكار البطاقات الذكية، التي تعتمد على تخزين الأموال إلكترونيًا وتشفيرها، مع إمكانية فك التشفير عبر أجهزة مخصصة في نقاط البيع (POS)، مثل هذا النظام أول نموذج للنقود الإلكترونية، الذي تطور لاحقًا ليشكل الأساس للمدفوعات الرقمية الحديثة.

بداية العملات الرقمية والمشفرة

في نفس الفترة تقريبًا، كان المبرمج الأمريكي ديفيد شوم (David Chaum) يعمل على تطوير مفهوم الخصوصية المالية، ساعيًا لإنشاء بديل رقمي للعملات الورقية والمعدنية يتمتع بدرجة عالية من الأمان والسرية، ابتكر شوم خوارزمية تسمح بتمرير الأموال بين المستخدمين بشكل غير متتبع. أطلق على عملته الرقمية الأولى اسم DigiCash، التي كانت تعتمد على تشفير قوي لضمان الخصوصية في المعاملات، رغم نجاح الفكرة، واجهت الشركة صعوبات مالية أدت إلى إفلاسها عام 1998، إلا أن الأسس التي وضعها شوم أصبحت حجر الأساس للتعاملات النقدية الرقمية اللاحقة.

بعد ذلك، جاء المبرمج Wei Dai بفكرة B-money، وهو نظام نقدي رقمي يعتمد على التعامل بأسماء مستعارة داخل شبكة غير مركزية، مما يعزز الخصوصية والأمان، ورغم أنه نشر ورقة بحثية (whitepaper) حول فكرته، إلا أنها لم تلقَ النجاح المطلوب، لكن المثير للاهتمام أن العديد من المفاهيم التي طرحها ظهرت لاحقًا في الورقة البحثية التي قدمها ساتوشي ناكاموتو عند إطلاقه للبيتكوين (Bitcoin)، ما يؤكد أن B-money كان أحد اللبنات الأساسية لتطور العملات الرقمية المشفرة.

باختصار، مرت فكرة التعاملات النقدية الإلكترونية بمراحل متعددة، بدأت من حلول بسيطة مثل البطاقات الذكية، وتطورت مع جهود مبتكرين مثل ديفيد شوم وWei Dai، وصولًا إلى انطلاق البيتكوين، الذي شكل نقطة التحول الرئيسية في عالم العملات المشفرة.

ما هي العملات الرقمية 

قبل الحديث عن الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة، لابد أن نذكر معنى كلاهما وكل ما يخصهما بإيضاح، حيث يعتبر مفهوم العملات الرقمية شامل يشمل جميع أنواع العملات التي يتم تداولها عبر الإنترنت، بغض النظر عن طبيعتها أو الغرض من استخدامها، ويشير هذا المصطلح إلى أي وسيلة مالية رقمية يتم استخدامها كبديل للعملات التقليدية، سواء كانت ورقية أو معدنية.

بفضل هذا التعريف، أصبحت العملات الرقمية تمثل بديلاً قوياً للنقود التقليدية، حيث تتجه العديد من الدول إلى التداول بالعملة الرقمية بشكل متزايد، ويرجع ذلك إلى الفوائد العديدة التي توفرها، مثل تقليل تكاليف طباعة الأوراق النقدية وسك العملات المعدنية، إضافةً إلى دورها في الحفاظ على قيمة العملات الوطنية وتعزيز ثقافة المدفوعات الإلكترونية والتحويلات المالية الرقمية.

من أبرز العوامل التي تجعل العملات الرقمية جذابة هي مركزيتها وسيطرة الحكومات عليها، حيث تمنح الدول القدرة على تنظيم استخدامها باعتبارها المصدر الرئيسي لها، كما أن هذه المركزية تسهم في الحد من الممارسات غير القانونية، مثل عمليات غسل الأموال، من خلال فرض رقابة صارمة وضمان الامتثال للمعايير المالية والقانونية.

خصائص العملات الرقمية:

  • مركزية: العملات الرقمية تخضع لإشراف جهة مركزية مثل البنوك أو الحكومات.
  • تُستخدم في المدفوعات الرقمية: كما تُستخدم العملات الرقمية في عمليات الدفع الإلكتروني وتحويل الأموال.
  • غير مشفرة بالضرورة: ليست جميعها تعتمد على تقنية البلوكشين أو التشفير.
  • قابلة للاسترداد: يمكن استبدالها بالنقود الورقية بسهولة.

مزايا العملات الرقمية

مع انتشار العملات الرقمية في السنوات الأخيرة، أصبحت توفر العديد من المزايا التي جعلتها خيارًا جاذبًا للكثيرين، ومن أبرز هذه المزايا:

مقاومة التضخم والحفاظ على القيمة

يعد التضخم أحد أكبر التحديات التي تواجه العملات التقليدية، حيث تفقد قيمتها مع مرور الوقت، لكن العملات الرقمية تتميز بوجود حد أقصى لإجمالي المعروض منها، مما يحد من مخاطر التضخم، إذ ترتفع قيمتها مع زيادة الطلب، مما يضمن استقرارها على المدى البعيد.

التحكم الذاتي والصيانة المستدامة

تعتمد العملات الرقمية على المعدنين (Miners) الذين يقومون بتوثيق المعاملات وحفظها على شبكات سلسلة الكتل (Blockchain) من خلال أجهزتهم الحاسوبية، في المقابل، يحصلون على مكافآت من العملة نفسها، مما يضمن استمرارية النظام وشفافيته، دون الحاجة إلى جهة مركزية تتحكم فيه.

الأمان والخصوصية

تم تطوير العملات الرقمية منذ البداية لضمان أعلى مستويات الأمان والخصوصية، تعتمد هذه العملات على خوارزميات تشفير معقدة تجعل من الصعب اختراقها أو تتبع بيانات المستخدمين، كما أن التعاملات الرقمية تعتمد على عناوين مشفرة بدلًا من الأسماء الحقيقية، مما يحقق مستوى عالٍ من السرية.

سهولة التحويل إلى العملات التقليدية

يمكن استبدال العملات الرقمية بالعملات التقليدية مثل الدولار الأمريكي (USD) أو اليورو (EUR) أو الجنيه الإسترليني (GBP)، مما يمنحها قيمة حقيقية في السوق المالي، كما أن قابلية الصرف هذه ساعدت على انتشارها وزيادة الطلب عليها.

اللامركزية والاستقلالية

على عكس العملات التقليدية التي تخضع لرقابة البنوك المركزية والحكومات، فإن العملات الرقمية لا تخضع لأي جهة واحدة، مما يجعلها أكثر استقلالية، التحكم في إصدارها وتداولها يعتمد على المستخدمين أنفسهم، مما يحميها من الاحتكار أو التلاعب بالقيمة.

تكلفة تحويل منخفضة وسرعة عالية

واحدة من أبرز ميزات العملات الرقمية هي انخفاض رسوم التحويل وسرعته العالية، حيث تتم العمليات مباشرة بين المستخدمين دون الحاجة إلى وسطاء مثل البنوك أو شركات الدفع الإلكتروني، كما أن بعض العملات الرقمية لا تفرض أي رسوم على المعاملات، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا للتحويلات المالية الدولية.

عيوب العملات الرقمية

على الرغم من المزايا العديدة، فإن هناك بعض العيوب التي يجب مراعاتها عند استخدام أو الاستثمار في العملات الرقمية:

إمكانية استخدامها في أنشطة غير قانونية

بسبب مستوى الخصوصية العالي، يمكن أن تُستخدم العملات الرقمية في معاملات غير قانونية، مثل غسيل الأموال أو تمويل الأنشطة المشبوهة، وقد تم استغلال البيتكوين في العديد من الصفقات غير المشروعة، مما دفع الحكومات إلى محاولة تنظيم سوق العملات الرقمية.

خطر فقدان البيانات وخسارة الأموال

تعتمد العملات الرقمية على مفاتيح خاصة تتيح الوصول إلى المحافظ الإلكترونية، إذا فقد المستخدم مفتاحه الخاص، فلن يتمكن من استعادة أمواله بأي شكل من الأشكال، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة.

عدم إمكانية تحويل بعض العملات إلى نقود تقليدية

لا يمكن استبدال جميع العملات الرقمية مباشرة بالعملات التقليدية، إذ يجب أحيانًا تحويلها أولًا إلى عملات مشفرة أخرى، مثل البيتكوين أو الإيثيريوم، ثم بيعها مقابل النقود، هذا الأمر قد يزيد من رسوم المعاملات ويؤدي إلى تكاليف إضافية.

التأثير البيئي لعمليات التعدين

تعدين العملات الرقمية يتطلب كميات هائلة من الطاقة بسبب العمليات الحسابية المعقدة التي تُجرى باستخدام أجهزة متخصصة، في بعض الدول التي تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء، يؤدي تعدين العملات الرقمية إلى زيادة الانبعاثات الكربونية، مما يؤثر سلبًا على البيئة.

تعرض منصات التداول للاختراق

رغم أن العملات الرقمية نفسها آمنة بفضل تقنيات التشفير، إلا أن منصات التداول قد تكون عرضة للاختراق، حيث يمكن للمتسللين سرقة أموال المستخدمين من المحافظ الرقمية المخزنة على المنصة، وقد شهدت بعض البورصات حوادث اختراق كبيرة.

عدم وجود إمكانية لاسترداد المعاملات

بخلاف البطاقات الائتمانية أو التحويلات البنكية التي يمكن إلغاؤها أو استردادها في حال حدوث خطأ، فإن المعاملات الرقمية غير قابلة للإلغاء، فإذا أرسل المستخدم الأموال إلى عنوان خاطئ، لا يمكنه استرجاعها، مما يجعل التعامل بها محفوفًا بالمخاطر.

أمثلة على العملات الرقمية:

  • الدولار الرقمي (CBDC) – النسخة الرقمية من الدولار الأمريكي.
  • اليوان الرقمي – عملة رقمية أطلقتها الصين.
  • الأرصدة المصرفية الإلكترونية – الأموال المحفوظة في الحسابات المصرفية.

ما هي العملات المشفرة 

العملات المشفرة هي نوع من العملات الرقمية التي تعتمد على تقنيات التشفير القوية داخل أنظمة سلاسل الكتل (Blockchain)، مما يضمن سرية هوية المتداولين ويحافظ على خصوصية المعاملات، تتميز هذه العملات بأن جميع التحويلات تتم بناءً على العناوين الفريدة للمحافظ الرقمية، والتي تتكون من سلسلة معقدة من الأرقام والحروف الإنجليزية، دون أي إشارة إلى الأسماء الحقيقية لأصحابها.

ورغم أن هوية المستخدمين تظل مخفية، إلا أنه في حال تم ربط عنوان محفظة معينة بشخص حقيقي، يصبح من السهل تتبع جميع معاملاته، نظرًا لأن جميع العمليات داخل سوق العملات المشفرة يتم تسجيلها في سجلات عامة موزعة (Distributed Ledger)، وهي غير قابلة للحذف ومتاحة للجميع للاطلاع عليها.

تعتمد العملات المشفرة على مبدأ اللامركزية (Decentralization)، حيث لا توجد جهة واحدة تتحكم في إصدارها أو إدارتها، وبدلاً من ذلك، يتم الحصول عليها من خلال عملية التعدين (Mining)، التي تعد من أهم ميزاتها، يتطلب التعدين حل معادلات حسابية معقدة، مما يضيف طبقة حماية إضافية للمعاملات، وعند نجاح أحد المُعدِّنين في حل هذه العمليات باستخدام أجهزته الحاسوبية، يحصل على مكافأة بعملة مشفرة، مما يضمن استمرار النظام واستقراره.

إلى جانب التعدين، يمكن شراء العملات المشفرة من خلال منصات التداول والتطبيقات المتاحة عالميًا، وتعتمد أسعارها على عوامل العرض والطلب، إضافةً إلى تأثير بعض الشخصيات المؤثرة، مثل تغريدات إيلون ماسك، التي تسببت في تقلبات ملحوظة في سوق العملات المشفرة.

خصائص العملات المشفرة:

  • لامركزية: لا تتحكم فيها جهة مركزية مثل البنوك أو الحكومات.
  • آمنة ومشفرة: تعتمد على تقنيات التشفير لضمان الحماية.
  • تُستخدم للاستثمار والمعاملات: يمكن استخدامها للشراء، التحويل، أو كأصل استثماري.
  • عرض محدود: معظم العملات المشفرة لها حد أقصى للإصدار، مثل البيتكوين

مزايا العملات المشفرة

مع انتشار العملات المشفرة في السنوات الأخيرة، أصبحت توفر العديد من المزايا التي جعلتها خيارًا جاذبًا للكثيرين، ومن أبرز هذه المزايا:

أمان وخصوصية عالية

تعتمد معاملات العملات المشفرة على التشفير عبر تقنية التجزئة، مما يضمن أمان البيانات، وبما أن هذه المعاملات تتم في شبكات لامركزية وليست خاضعة لسيطرة البنوك المركزية، فإنها توفر مستوى عالٍ من الخصوصية، حيث تظل هوية المستخدمين شبه مجهولة.

سهولة المعاملات

يمكن لأي شخص إجراء تداول العملات المشفرة بسهولة باستخدام تطبيق على الهاتف الذكي أو محفظة رقمية، دون الحاجة إلى حساب مصرفي، كما يمكن شراء بعض العملات مثل Bitcoin وEthereum وLitecoin نقدًا من أجهزة الصراف الآلي المخصصة للعملات المشفرة.

إمكانية تنفيذ المعاملات على مدار الساعة

لا تقتصر معاملات العملات المشفرة على ساعات عمل الأسواق المالية التقليدية، حيث يمكن إجراؤها في أي وقت عبر الإنترنت دون الحاجة إلى وسطاء.

سرعة التسوية وانخفاض الرسوم

تتميز معاملات العملات المشفرة بتكلفتها المنخفضة وسرعتها مقارنة بالتحويلات البنكية التقليدية، إذ يمكن إرسال عملات مثل Litecoin وXRP مقابل رسوم قليلة، في حين أن تحويلات Bitcoin وEthereum قد تتراوح تكلفتها بين بضعة سنتات وعدة دولارات، كما تُنجز المدفوعات خلال ثوانٍ أو دقائق، على عكس التحويلات البنكية التي قد تستغرق عدة أيام عمل.

التحوط ضد التضخم

بعض العملات المشفرة مثل Bitcoin وLitecoin تتميز بإمداد محدود، مما يجعلها وسيلة فعالة للتحوط ضد التضخم، على عكس العملات الورقية التي تتأثر بسياسات البنوك المركزية وزيادة المعروض النقدي.

عيوب العملات المشفرة

على الرغم من المزايا العديدة، فإن هناك بعض العيوب التي يجب مراعاتها عند استخدام أو الاستثمار في العملات المشفرة:

التقلب الشديد في الأسعار

تُعرف العملات المشفرة بتقلباتها الحادة، حيث يمكن أن ترتفع قيمتها بسرعة كبيرة، لكنها قد تتعرض لانخفاضات مفاجئة تؤدي إلى خسائر كبيرة للمستثمرين، ويرجع ذلك إلى صغر حجم السوق مقارنة بالأصول المالية الأخرى.

محدودية التوسع

لم تصل البنية التحتية للعملات المشفرة بعد إلى مستوى يمكنها من منافسة أنظمة الدفع التقليدية مثل Visa وMastercard، كما تحتاج تقنية البلوكشين إلى تحسينات لزيادة سرعة وكفاءة المعاملات مع تزايد الاعتماد عليها.

مخاطر الأمن السيبراني

كون العملات المشفرة رقمية بالكامل يجعلها عرضة للقرصنة وسرقة المحافظ الرقمية، ورغم استخدام مفاتيح التشفير العامة والخاصة للحماية، فإن غياب قاعدة بيانات مركزية يجعل استرداد الأموال المسروقة أمرًا شبه مستحيل.

غياب التنظيم الحكومي

لا تخضع العملات المشفرة لرقابة الجهات الحكومية أو البنوك المركزية، مما يعرض المستثمرين لمخاطر عالية في حالة تعرض منصات التداول للاختراق أو الإفلاس، نظراً لعدم وجود آليات حماية قانونية واضحة.

التعقيد التقني

يتطلب التعامل مع العملات المشفرة فهمًا جيدًا للتكنولوجيا المستخدمة، وهو ما قد يكون معقدًا للبعض، الأخطاء مثل إرسال الأموال إلى عنوان خاطئ أو دفع رسوم غير كافية قد تؤدي إلى خسائر غير قابلة للاسترداد.

أمثلة على العملات المشفرة:

  • بيتكوين (BTC) – أول وأشهر عملة مشفرة.
  • إيثريوم (ETH) – تدعم العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية.
  • ريبل (XRP) – تُستخدم في تحويل الأموال الدولية بسرعة كبيرة.

الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة

تُعد العملات الرقمية مصطلحًا واسعًا يشمل العملات الافتراضية والعملات المشفرة، وهي جميعها موجودة في شكل إلكتروني فقط، بحيث لا يمكن التعامل معها إلا عبر الأجهزة الذكية مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر، مما يعني أنها ليست أصولًا مادية ملموسة.

يكمن الاختلاف الرئيسي بين أنواع العملات الرقمية في الجهة التي تقوم بإصدارها والتحكم فيها، فإذا كانت العملة الرقمية تصدر عن طريق بنك مركزي تابع لدولة معينة، فهي تُعرف بأنها “العملة الرقمية للبنك المركزي” (Central Bank Digital Currency – CBDC)، وهي بمثابة النسخة الرقمية من العملة الورقية لتلك الدولة، ويتم تنظيمها وإدارتها من قبل السلطة النقدية المختصة، مما يجعلها عملة رسمية خاضعة للرقابة الحكومية.

أما العملات المشفرة، فهي نوع من العملات الرقمية لكنها تختلف في كونها غير خاضعة لتنظيم أي جهة مركزية، ويتم إنشاؤها من خلال عمليات التعدين المشفر التي تعتمد على حل معادلات رياضية معقدة باستخدام أجهزة كمبيوتر متطورة، تتميز العملات المشفرة بالاعتماد على تكنولوجيا “البلوك تشين” (Blockchain) التي تتيح نظامًا غير مركزي لإصدار العملات والتحقق من المعاملات، ومن أشهر الأمثلة عليها: البيتكوين (Bitcoin) والإيثيريوم (Ethereum)، لذا، يمكن القول إن جميع العملات المشفرة هي عملات رقمية، ولكن ليس كل العملات الرقمية مشفرة.

أبرز الفروق بين العملات الرقمية والعملات المشفرة

التكنولوجيا المستخدمة

  1.  العملات الرقمية:  قد لا تعتمد بالضرورة على تقنية البلوك تشين أو التشفير.
  2. العملات المشفرة: تعتمد بشكل أساسي على تقنية البلوك تشين والتشفير لضمان الأمان والشفافية.

التحكم والإدارة

  1. العملات الرقمية: غالبًا ما تكون مركزية، حيث يتم إصدارها والتحكم بها من قبل البنوك المركزية أو المؤسسات المالية.
  2. العملات المشفرة: تعمل بطريقة لا مركزية، أي أنها غير خاضعة لسيطرة أي حكومة أو مؤسسة مالية.

أمثلة على كل نوع

  1. العملات الرقمية: تشمل العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDCs) مثل اليوان الرقمي الصيني (Digital Yuan) أو اليورو الرقمي (Digital Euro)، بالإضافة إلى العملات الإلكترونية التي تطلقها بعض الشركات والمؤسسات.
  2. العملات المشفرة: تشمل البيتكوين (Bitcoin)، الإيثيريوم (Ethereum)، الريبل (Ripple) وغيرها من العملات التي تعتمد على البلوك تشين.

باختصار، بينما تمثل العملات الرقمية الشكل الإلكتروني للعملات التقليدية الخاضعة للرقابة، فإن العملات المشفرة توفر بديلاً لامركزيًا يعتمد على تقنيات التشفير، مما يجعلها أكثر خصوصية واستقلالية عن الجهات الرسمية.

المعاملات المالية الرقمية

يخلط البعض بين مفهوم العملات المشفرة والمعاملات المالية الرقمية التي تُستخدم على نطاق واسع عبر البطاقات الائتمانية وخدمات المدفوعات الإلكترونية، حاليًا، يمكن لأي شخص إجراء عمليات الدفع باستخدام بطاقات الائتمان، سواء كانت “كريدت كارد” (Credit Card) أو بطاقة خصم مباشر (Debit Card)، وذلك في المتاجر التقليدية أو عبر منصات التسوق الإلكتروني، بالإضافة إلى ذلك، توفر خدمات الدفع مثل باي بال (PayPal) وVenmo وسائل سهلة وسريعة لتحويل الأموال أو إجراء عمليات الدفع عبر الإنترنت.

الفرق بين المعاملات المالية الرقمية والعملات المشفرة

  1. الوسطاء الماليون: تتم المعاملات المالية الرقمية عبر وسطاء مثل البنوك والمؤسسات المالية، الذين يتحملون مسؤولية تأمين المعاملات والتأكد من سلامتها، مما يضمن عدم وجود تلاعب أو احتيال، في المقابل، لا تتطلب العملات المشفرة وجود وسطاء، حيث تتم عمليات التحويل مباشرة بين المستخدمين من خلال تقنية البلوك تشين، مما يقلل من التكاليف الإضافية المرتبطة بالمعاملات المالية التقليدية.
  2. العملة المستخدمة: تعتمد المعاملات المالية الرقمية على تداول أموال حقيقية ولكن بشكل إلكتروني، أي أن القيمة المالية تُحوَّل بين الأطراف كما هي، مع إضافة تكاليف التحويل والمعالجة والتأمين التي تفرضها المؤسسات المالية، أما في العملات المشفرة، فيتم تداول رموز رقمية مشفرة لها قيمة سوقية متغيرة، ولا تخضع لأي جهة تنظيمية مركزية، مما يجعلها غير مرتبطة مباشرة بالأموال التقليدية.

أفضل شركة تداول العملات الرقمية والمشفرة 

تُعتبر WRPro واحدة من أبرز شركات تداول العملات الرقمية والمشفرة بطريقة دقيقة، مما يمنح المتداولين رؤية واضحة لحركة السوق، كما أنها تقدم خدمات تنافسية تجعلها خيارًا مثاليًا لمختلف فئات المتداولين، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين، وتتميز الشركة بموثوقيتها العالية، ومنصاتها المتطورة، وإشرافها التنظيمي الصارم، مما يضمن بيئة تداول آمنة وشفافة.

لماذا تُعد WRPro من أفضل شركات التداول؟

  • شروط تداول متميزة: تقدم WRPro فروق أسعار تنافسية تبدأ من 0.1 نقطة، إلى جانب عمولات منخفضة ورافعة مالية مرنة تصل إلى 1:500، مما يساعد المتداولين على تقليل التكاليف وتعظيم أرباحهم المحتملة.
  • رافعة مالية مرنة: تتيح الشركة للمتداولين إمكانية استخدام رافعة مالية تصل إلى 1:500، مما يمنحهم القدرة على تعزيز أحجام صفقاتهم وزيادة فرص الربح، مع التحكم في المخاطر وفقًا لاستراتيجيات التداول الخاصة بهم.
  • حماية الرصيد السلبي: تضمن WRPro ألا تتجاوز خسائر العملاء رصيد حساباتهم، مما يوفر حماية إضافية ويقلل من المخاطر أثناء التداول، الأمر الذي يمنح المتداولين طمأنينة أكبر خلال عملياتهم في السوق.
  • موارد تعليمية شاملة: توفر الشركة مكتبة تعليمية متكاملة تشمل ندوات عبر الإنترنت، كتب إلكترونية، ودورات تدريبية، مما يساعد المتداولين على تطوير مهاراتهم وفهم الأسواق المالية بعمق أكبر.
  • أدوات تحليلية متطورة: تتيح WRPro لمستخدميها مجموعة من الأدوات التحليلية الاحترافية والتقارير الدورية عن الأسواق، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات تداول مدروسة بناءً على بيانات دقيقة وتحليلات متقدمة.
  • منصات تداول قابلة للتخصيص: تقدم الشركة منصات تداول مرنة وقابلة للتخصيص، مما يسمح للمتداولين بتعديل واجهة التداول وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة، مما يجعل تجربة التداول أكثر كفاءة وسلاسة.

الفرق بين فك الشفرة Decryption وتحليل الشفرة Cryptanalysis

بعدما ذكرنا الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة، يُعد فك الشفرة (Decryption) وتحليل الشفرة (Cryptanalysis) من المفاهيم الأساسية في العملات المشفرة، حيث يرتبط كل منهما بفك المحتوى المشفر، لكن بطرق مختلفة تمامًا.

فك الشفرة (Decryption)

هو عملية إعادة تحويل البيانات المشفرة إلى حالتها الأصلية باستخدام مفتاح التشفير الصحيح، الذي تم إنشاؤه خصيصًا لهذه الغاية عند تشفير البيانات، يتم تنفيذ فك التشفير وفقًا لخوارزمية محددة تسمح بإعادة بناء النص الأصلي بطريقة دقيقة وآمنة.

تحليل الشفرة (Cryptanalysis)

على العكس من فك التشفير، فإن تحليل الشفرة لا يعتمد على امتلاك مفتاح التشفير، بل يعتمد على دراسة الخوارزميات الرياضية وأساليب التشفير بهدف اختراق النظام واستخراج المعلومات المشفرة دون معرفة المفتاح، يتم ذلك من خلال تقنيات متطورة مثل هجمات القوة الغاشمة (Brute Force Attack) أو تحليل الترددات (Frequency Analysis) أو الهجمات الجانبية (Side-Channel Attacks)، والتي تهدف إلى كسر الشفرة باستخدام التجربة والخطأ أو استغلال نقاط ضعف في الخوارزمية.

الفرق الجوهري بين المصطلحين

  • فك الشفرة (Decryption): يعتمد على مفتاح التشفير الصحيح الذي تم إنشاؤه مسبقًا لاستعادة البيانات الأصلية.
  • تحليل الشفرة (Cryptanalysis): يعتمد على محاولة كسر خوارزمية التشفير دون معرفة المفتاح، بهدف كشف البيانات المشفرة بطرق غير مشروعة أو لأغراض تحليلية وأمنية.

بالتالي، يمكن اعتبار فك الشفرة عملية شرعية ومصرح بها في بيئات الحماية والأمان السيبراني، بينما تحليل الشفرة غالبًا ما يُستخدم لاختبار مدى قوة التشفير أو لاختراق الأنظمة المشفرة بطريقة غير قانونية.

الخاتمة

في نهاية هذا الدليل الشامل المقدمة من موقع ثقة بروكرز والتي نشرح فيه الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة تعتبر العملتين تمثلان جانبين مختلفين من مستقبل المال، فبينما تُصدر العملات الرقمية تحت إشراف البنوك المركزية وتتمتع باستقرار نسبي، تتيح العملات المشفرة درجة عالية من اللامركزية والخصوصية لكنها تأتي مع تحديات تتعلق بالتقلبات والأمان، لكل نوع مزاياه وعيوبه، ويبقى القرار بشأن الاعتماد عليهما مرتبطًا بالاحتياجات الفردية والسياسات المالية العالمية.

الأسئلة الشائعة

 ما المقصود بتقنية سلسلة الكتل أو blockchain في تكوين العملات الرقمية ؟

يشير مصطلح سلسلة الكتل أو البلوكتشين أو blockchain عادةً إلى السجل الأساسي والمتاح للجميع والذي يسمح لنا بنقل ملكية الوحدات ذات القيمة بأمان باستخدام تشفير المفتاح العام وطرق إثبات العمل المختلفة بشكل اللامركزي للحفاظ على الشبكة بحيث لا تخضع لسيطرة مركزية من قبل بنك أو شركة أو حكومة.

هل العملات المشفرة تعتبر نوعًا من العملات الرقمية؟

نعم، العملات المشفرة هي نوع من العملات الرقمية، لكنها تختلف في طريقة إصدارها وإدارتها، حيث تعتمد على التشفير واللامركزية، بينما العملات الرقمية التقليدية تصدرها الحكومات.

ما مدى أمان التعامل بالعملات المشفرة مقارنة بالعملات الرقمية؟

العملات المشفرة تعتمد على تقنيات التشفير والبلوكشين، مما يجعلها آمنة ضد التلاعب، لكنها قد تكون عرضة للاختراق، أما العملات الرقمية، فتخضع لإشراف البنوك المركزية، مما يوفر لها حماية قانونية وأمانًا أعلى.

المصادر

استشارة مجانية عبر الواتساب

أرسل رسالة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منصة مقارنة مستقلة وخدمة معلومات تهدف إلى تمكينك بالمعرفة لاتخاذ قرارات مُحتملة. بينما نظل مستقلين ، قد يؤثر التعويض الذي نتلقاه على العروض المعروضة على موقعنا.

في Theqa Brokers، نلتزم بتقديم رؤية شاملة وغير متحيزة لوسطاء التداول عبر الإنترنت. تم تصميم منصتنا بهدف واحد: تزويد المتداولين، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين، بالرؤى المهمة والمراجعات التفصيلية التي يحتاجون إليها للتنقل في المشهد المعقد للتداول في الأسواق المالية. نحن ندرك أهمية المعلومات الموثوقة في اتخاذ قرارات تداول سليمة، ولهذا السبب يقوم فريق الخبراء لدينا بإجراء أبحاث وتحليلات دقيقة لكل وسيط للتأكد من أن المحتوى الخاص بنا دقيق ومفيد.

إن استقلالنا هو حجر الزاوية في خدمتنا. نحن نؤمن بالشفافية والصدق، مما يضمن حصول قرائنا على رؤى حقيقية. في Theqa Brokers، تعتبر رحلة التداول الخاصة بك ونجاحك من أهم أولوياتنا، ونحن نسعى جاهدين لنكون مصدرك المفضل لجميع معلومات وسطاء الفوركس والتداول عبر الإنترنت. 

ينطوي التداول والاستثمار في الأسهم والمشتقات ذات الرافعة المالية وغير ذلك من الأوراق المالية القابلة للتداول على مخاطر كامنة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال المحتملة. يعتبر من الأعمال عالية المخاطر ، ويتأثر بعوامل مختلفة مثل المخاطر الاقتصادية والتضخم وتقلبات القيمة السوقية. تعتبر مشتقات OTC ذات الرافعة المالية أدوات معقدة تنطوي على مخاطر عالية لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. ما بين 74-89٪ من حسابات المستثمرين الأفراد يخسرون المال عند تداول المشتقات خارج البورصة مع الرافعة المالية. يجب عليك تقييم ما إذا كنت تستطيع تحمل المخاطر العالية لفقدان رأس المال بعناية.

معلومات الاتصال

brokers@theqabrokers.com Arch. Makarios III Avenue 169-171, Limassol +357 95 198232 theqabrokers.com

الشروط والأحكام

Index