دليل الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

يُحجِم الكثيرون عن بدء رحلاتهم الاستثمارية ظنًا منهم أن الأمورَ معقدةٌ للغاية، فما إن يطالع أحدهم الرسومَ البيانية والمؤشرات حتى يؤمن أن جميع الخيارات الاستثماريةِ تستلزم خبراتٍ متراكمة، وتحتاج لتخصيص الكثيرِ من الوقت حتى يصل الأمر إلى التفرغِ التام، إلا أن هذه الاعتقادات ليست صحيحةً على الدوام، فهناك خياراتٌ تتيح للمستثمر تنمية موارده المالية من دون الاضطرار إلى بذل الجهودِ المضنية، ويأتي في مقدمة هذه الخيارات الاستثمار التلقائي الذي يدور حوله مقالُ اليوم.




blue-background

جدول المحتويات

تعريفٌ الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

يعتبر الاستثمار التلقائي خيارًا أكثر بساطةً لمَن يرغبون في تنمية مواردهم المالية من دون أن يخصصوا الكثير من الوقت للبحث عن صفقةٍ هنا أو هناك، إذ يعتمد هذا النوع من الاستثمار على استقطاع أموالٍ محددةٍ من حساب المستثمر قبل ضخها إلى مجموعةٍ من الاستثمارات التي يحددها سلفًا، مما يسمح باستثمار الأموال بصفةٍ منتظمةٍ من دون الاضطرار إلى دراسة السوق ومتابعة آخر مستجداته.

لا يلتزم الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة باستراتيجيةٍ واحدة، بل إنهما يشيران إلى أيٍّ من الاستراتيجيات التي تُجرَى من خلالها الاستثماراتُ بواسطة الأموال المحولة تلقائيًا لهذه الأغراض، فمن الممكن أن تكون خطة الاستثمار التلقائي خيارًا نموذجيًا لتحقيق التقاعد الآمن، إذ يتم الاستثمار في العديد من صناديق التقاعد تلقائيًا.

يمكن النظر إلى الاستثمار التلقائي بوصفه واحدًا من خطط التداول البسيطة، إذ تبدو بساطته عند مقارنته بأنواعٍ أخرى من أساليب التداول التي تتطلب من المستثمرين مراقبة السوق والجلوس أمام الشاشات لتحليل التحركات السعرية لحظةً بلحظة.

 

مميزات امتلاك خطة استثمارية تلقائية

قد تطرح التساؤلات بشأن مدى الاحتياج إلى ممارسة الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة، فما هي المميزات التي يمكن أن تمنحها هذه الخطط للمستثمرين؟ هذا ما ستجيب عنه السطور التالية:

  • التصدي للمغريات المرتبطة بالإنفاق: يعمل الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة بشكلٍ تآزري على التحكم في سلوك الإنفاق الخاص بالمستثمر، الأمر الذي يمكنه من الوصول إلى أهدافِه المالية بشكل أسرع.
  • تفادي التقلبات الحادة لسوق المال: يساهم الاستثمار التلقائي في الحد من احتمالات خوض التداولات اليومية، وغيرها من أساليب التداول التي تنطوي على الكثيرِ من المخاطر، ما يعني أن هذا الاستثمار يوصد الأبواب دون اتخاذ القرارات غير المدروسة التي تتسبب في تكبد الخسائر الفادحة.
  • منح المستثمرين متسعًا أكبر من الوقت: على عكس التداول الذي يتطلب مراقبةَ الأسواق باستمرار بحثًا عن فرصةٍ محتملةٍ لتحقيقِ الربح، يوفر الاستثمار التلقائي الكثير من الوقت للمستثمرين، فكل شيءٍ يحدث بشكلٍ تلقائي وفقًا للخطةِ الموضوعةِ سلفًا.

خطوات البدء في الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

  1. اتخاذ القرار باستثمار نسبةٍ مئويةٍ بدلًا من استثمار مبلغٍ محدد.
  2. إعداد الحساب المخصص لعمليات الإيداع المباشر.
  3. تحديد طبيعة الاستثمارات.
  4. إعداد التحويلات التلقائية لشيك الراتب.

اتخاذ القرار باستثمار نسبةٍ مئوية بدلًا من استثمار مبلغٍ محدد

أولى خطوات البدء في الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة هي الخطوةُ التي يقرر خلالها المستثمر بتحديد نسبةٍ مئويةٍ من راتبه ليشارك بها في خطته الاستثمارية، على أن تكون هذه النسبة غير مضنيةٍ له على الصعيدِ المادي، فليس الهدف هنا أن يعاني المستثمر طوال سنوات العمل، بل يتمحور الهدف حول استقطاع النسبةِ التي لا تربك حساباته للاستفادةِ منها مستقبلًا.

من الضروري أن يتحقق المستثمر من المشاركة بنسبةٍ مئويةٍ عوضًا عن استثمار مبلغٍ محدد، ذلك أن الاعتماد على النسبةِ المئوية يضمن ارتفاع مشاركته بشكلٍ متساوٍ كلما شهد راتبه زيادةً من حينٍ لآخر.

عادةً ما يوصي الخبراء بأن تتراوح نسبة الاستثمار من %10 إلى 20% من الراتب الإجمالي، إلا أنه يجب على المستثمر أن يتحقق أولًا من إنشاء صندوقٍ للظروف الطارئة، على أن يحوي الصندوق مبلغًا نقديًا قادرًا على تغطية نفقات المعيشة لمدةٍ تتراوح من 3 إلى 6 أشهر.

بطبيعة الحال تخضع نسبة الاستثمار لبعض التغيرات من مستثمرٍ لآخر، فمَن يملك منزلًا يمكنه أن يُزيد نسبة الاستثمار الخاصة به مقارنةً بمستثمرٍ آخر يسدد الأموال الشهرية نظير استئجار المنزل الذي يسكنه.

إعداد الحساب المخصص لعمليات الإيداع المباشر

لن ينجح الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة إلا إذا حرص المستثمر على إعداد الحساب المخصص لعمليات الإيداع المباشر، إذ يضمن له هذا الحساب عدم التعرض للمغريات التي تدفعه لإنفاق المال والتخلي عن خطته الاستثمارية دون أن يشعر.

في هذه الخطوة يكون المستثمر أمام 3 خيارات، فقد يقدم صاحبُ العمل لموظفيه حسابًا مخصصًا لخططهم التقاعدية، وربما يستعين المستثمر بحسابِ وساطةٍ خاضعٍ للضريبة، فيما يكون الاحتمال الأخير هو اللجوء إلى حسابِ تقاعدٍ فردي (Individual Retirement Account IRA).

تحديد طبيعة الاستثمارات

بالوصولِ إلى هذه الخطوة يحين الموعد لاختيار طبيعة الاستثمارات، فبحسب آراء معظم الخبراء يُنصَح بتنويع الخيارات الاستثمارية، غير أن المستثمرين لا يريدون أن تنتابهم حالةٌ من التشتتِ الناتجِ عن امتلاك مجموعةٍ من صناديق الاستثمار المشتركة أو عددٍ كبيرٍ من الأسهم، لذا يكون التوجيه دائمًا إلى الاعتماد على صناديق المؤشرات ذات التكلفةِ المنخفضة التي تتبع مؤشرات السوق مثل S&P 500، فهي تضمن تنوع الاستثمارات دون عناءٍ يُذكَر.

يمكن كذلك توجيه الاستثمارات إلى الصناديق المتداولة في البورصة (Exchange-traded funds ETFs)، فغالبًا ما تتبع هذه الصناديق مؤشرات السوق، إلا أنها تكون مقتصرةً على قطاعاتٍ محددةٍ من الاقتصاد مثل: الشركات الصغيرة، الشركات الدولية، والسندات ذات العوائد المرتفعة.

الخطط الاستثمارية المشار إليها ما هي إلا خياراتٌ منفردةٌ قد يلجأ إليها المستثمر إذا كانت شركته لا تتبنى خططًا استثماريةً محددة مثل: خطة 401(k) المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية، أما إذا كانت الشركة ترعى هذا النوع من الخطط، فلن يكون الموظف مُطالَبًا إلا بإنهاء بعض الإجراءات التي تضمن له تحويلَ مبلغِه الاستثماري إلى حسابِه بشكلٍ تلقائي. 

إعداد التحويلات التلقائية لشيك الراتب

  • تتاح الفرصة للمستثمر لتحديد عدد المرات التي يريد من خلالها تحويل الأموال إلى حسابه الاستثماري، فقد يتم ذلك بصفةٍ أسبوعيةٍ أو شهرية، ومن خلال منصات الوساطة تتم التحويلات الآلية بسهولةٍ فائقة.
  • تبعًا لما يقدمه صاحب العمل، يمكن للمستثمر إعداد الخصومات التلقائية على راتبه أو إجراء عمليات السحب المباشرة من حسابه المصرفي، إذ يضمن له ذلك استقطاع النسبة التي قام بتحديدها خلال الخطوةِ الأولى.
  • في حال كانت الشركة تنتهج خطةً معينةً للاستثمار التلقائي، فسيكون الموظف مُطالَبًا بالتواصل مع الوَصِي الذي يشرف على إعداد الخصومات التلقائية من الراتب، وذلك لكي يتحقق من تحويل النسبةِ المحددةِ من كل شيك إلى حسابِه الاستثماري.
  • أما إذا كان صاحب العمل لا يقوم بإجراء الخصم المباشر، فسوف يتولى الموظف المسؤوليةَ كاملةً لإعداد عمليات السحب التلقائية من حسابه المصرفي، مع ضرورة التحقق من مواعيد التحويل، إذ يجب أن تتم بعد وصول الراتب لئلا يواجه الموظف مشكلاتٍ مع البنك الذي يتولى معاملاته المالية.

ممارسة الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة باستخدام  حساب الوساطة الخاضع للضريبة

لا تقتصر ممارسة الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة على هؤلاء الموظفين الذي يعملون بدوامٍ كلي أو جزئي، فمَن يمتهنون الأعمالَ الحرةَ قادرون كذلك على اتباع هذا الأسلوب الاستثماري باستخدام حساب الوساطة الخاضعِ للضريبة.

  • على الرغم من تعدد المزايا الضريبية لحسابات التقاعد التي تتبناها الشركات مثل: حسابات 401(k) وIRA، تبقى هناك نسبةٌ من المستثمرين الذين يفضلون استخدام حسابات الوساطة نظرًا لأنها تزودهم بمستوياتٍ عاليةٍ من المرونة.
  • من أبرز مزايا حسابات الوساطة الخاضعة للضريبة أنها لا تضع حدودًا قصوى على المساهمة السنوية التي يتم اقتطاعها من الراتب، مما يفتح المجال لاستثماراتٍ أكبر بالنسبة لمَن يحققون رواتب سنويةً ضخمة.  
  • إضافةً إلى ذلك، لا تقوم حسابات الوساطة بتوقيع الغرامة المقدرة بحوالي 10% على المستثمرين الذين يقومون بسحب أموالِهم قبيل بلوغ سن التقاعد، الأمر الذي يجعل المستثمرين في حالةٍ من الاطمئنان إن اضطروا في أي لحظةٍ لسحب الأموال المودعة. 
  • على الجهةِ المقابلة تتفوق حسابات 401(k) وما شابهها بمزايا ضريبيةٍ تقضي بأداء ضريبة الدخل فقط عند بلوغ سن التقاعد، أما حسابات الوساطة، فإنها تُلزِم المستثمر بدفع ضرائب الأرباح الرأسمالية في حال تم بيع الاستثمارات التي ارتفعت قيمتها داخل الحساب.

خوض الاستثمار التلقائي بمساعدة المستشار الآلي (Robo-advisor)

الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

أصبح خوض تجارب الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة أمرًا يسيرًا في ظل توفر المستشارين الآليين، إذ إنهم يستخدمون الخوارزميات لإنشاء المحافظ ذات الاستثمارات المتنوعة، كما أنهم يقومون بإدارة تلك المحافظ إدارةً رشيدةً حتى يضمن المستثمر تحقيقَ أهدافِه المالية ووقوع الخسائر المحتملة ضمن نطاق تحمله.

لن يكون المستثمر مُطالَبًا إلا بإرسال الأموال، ليترك بذلك المسؤوليةَ كاملةً على روبوت الذكاء الاصطناعي الذي يؤدي المهام المختلفة نظير تكلفةٍ منخفضةٍ مقارنةً بالتكلفة الباهظة التي يتحملها المستثمر عند التعامل مع المستشار المالي البشري.

بمجرد فتح حسابه، سيتمكن المستثمر من إعداد الودائع المباشرة والتحويلات المتكررة، ليتم استثمار الأموال تبعًا لخطة الاستثمار الخاصةِ به، وفي هذه الأثناء يمكنه الحصول على توجيهات مباشرةٍ من مستشاره الآلي الذي يرشده إلى تعديل الخطة لإعادة التوازن إليها كلَّما اقتضت الضرورةُ ذلك.

اللجوء إلى المستشار الآلي ليس مقتصرًا على المستثمرين الذين يملكون باعًا طويلًا في هذا المجال، فالفرصةُ متاحةٌ أمام المبتدئين أيضًا لامتلاك محافظ استثماريةٍ محسّنةٍ بمبالغٍ صغيرةٍ اعتمادًا على المستشارين الآليين، لاسِيَّما أن هؤلاء المستشارين تكون لديهم متطلباتٌ ماليةٌ بسيطةٌ لبداية التعاملِ معهم.

تعظيم الأرباح عبر إعادة استثمارها

في الوقت الذي ينظر خلاله بعض المستثمرين إلى الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة بوصفهما نهاية المطاف، يرى الآخرون أن هذا الاستثمار ما هو إلا غيضٌ من فيض، إذ إنه يفسح المجال أمامهم لتعظيم أرباحهم من خلال عمليات إعادة الاستثمار.

تقوم بعض الأسهم -المُعوَّل عليها ضمن خطة الاستثمار التلقائي- بدفع الأرباح للمستثمرين كل 3 أشهر، وعادةً ما يتم الحصول على تلك الأرباح بإحدى الصورتين: إما على شكل أرباحٍ نقدية، أو في هيئة استثمارات في مجموعةٍ أخرى من الأسهم.

تمنح معظم شركات الوساطة الفرصةَ للمستثمر حتى يقوم بإعداد حسابه ليكون متأهبًا لإعادة استثمار الأرباح تلقائيًا في أسهم الشركة أو الصندوق الذي دفع الأرباح، وبهذا النهج تشهد قيمةُ الحساب ازديادًا بوتيرةٍ متسارعة.

تساعد عمليات إعادة الاستثمار على إنشاء هذا التأثير التراكمي من خلال شراء أسهمٍ إضافيةٍ، وبمرور الوقت، سيكتشف المتداول أهمية الربح التراكمي في التداول والاستثمار، إذ ينعكس أثره على عوائده الإجمالية، والتي تزداد بدرجةٍ كبيرة بأقل مجهودٍ يُذكَر ومن دون التعرض للمجازفات.

أهمية خطط التداول البسيطة عند ممارسة الاستثمار التلقائي

الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة هما الرفيقان اللذان لا يبرح أحدهما الآخر، فعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الاستثمار التلقائي يدحض الاحتياج إلى خطط التداول، تبقى هذه الخطط ضروريةً ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حالٍ من الأحوال.

تتيح منصات الوساطة للمستثمرين إمكانية خوض الاستثمار التلقائي بصورةٍ منتظمة، وفي غضون ذلك يستعين المستثمر بالخدمات الآلية لاستثمار مبلغٍ معينٍ كل شهرٍ مستغلًا في ذلك الصناديق الاستثمارية وغيرها من الأصول المالية، وعلى الرغم من ذلك تبقى هذه العمليةُ مستندةً إلى خطةِ تداولٍ ناجحة للأسواق المالية، تلك الخطة هي التي تجعل المستثمر متأهبًا للمستجدات الشهرية، كما أنها تمثل الدافع نحو التفكير فيما يتعين عليه فعله إن سارت الأسواق على النهج الذي لا يخدم مصالحه.

الاختلاف بين الاستثمار التلقائي وخطط التداول النشطة

يكمن الفرق بين البيع والشراء في التداول النشط من جهةٍ والاستثمار التلقائي من الجهةِ الأخرى في الأسلوبِ والغايةِ المنشودة، ذلك أن الاستثمار التلقائي يهدف من خلاله المستثمرون إلى ممارسة عمليات الاستثمار بصفةٍ منتظمة، بينما تسعى خطط التداول النشطة إلى الدخول والخروج من الصفقات عند مستوياتٍ سعريةٍ محددة أو عند تحقق متطلباتٍ معينةٍ دون سواها، ما يعني أن خطط التداول النشطة تكون انتقائيةً بدرجةٍ كبيرة، فهي أكثر تفصيلًا وتستلزم فهمًا عميقًا للسوق وما يشهده من تحركاتٍ سعرية.

تتضح الفروق بين الأسلوبين أيضًا من خلال الحاجة إلى تعديل الخطة الاستثمارية، فنادرًا ما يحتاج الاستثمار التلقائي إلى إحداث تغييراتٍ على خطط التداول البسيطة الخاصة به، بينما تكون خطط التداول النشطة أكثر عرضةً للتغييرات الجذرية.

أبرز مميزات الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

  • تقسيم التكاليف والتغلب على تقلبات السوق.
  • إلزام المستثمرين بالانضباط.
  • انتفاع المستثمرين بالفائدةِ المركبة.
  • التنفيذ التلقائي الذي لا يتسبب في إهدار الوقت.

كيف يضمن الاستثمار التلقائي تقسيم التكاليف والتغلب على تقلبات السوق؟

يشير كلٌّ من الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة إلى العمليات الاستثمارية التي تتم بوتيرةٍ منتظمة على المدى الطويل، أي إنها تختلف أتم الاختلاف عن الاستثمارات التي تتم دفعةً واحدةً.

يخوض المستثمر عمليات الاستثمار التلقائي بالاعتماد على متوسط التكاليف، ذلك أنه قد خصَّص سلفًا نسبةً شهريةً ثابتةً للقيام بهذا الاستثمار، ما يعني أنه سيتمكَّن من شراء عددٍ كبيرٍ من وحدات الصندوق الاستثماري عندما تكون أسعار الوحدات منخفضةً، والعكس بالعكس، فبهذا الأسلوب يضمن الاستثمار التلقائي توزيع التكاليف على فترةٍ زمنيةٍ طويلة، الأمر الذي يبدد التأثير الناتج عن تقلبات السوق، لذا يُعَد الاستثمار التلقائي خيارًا آمنًا مقارنةً بالخيارات الأخرى التي تدفع بالمستثمر إلى ضخ أمواِله دفعةً واحدةً، مما يعرضه لمخاطر لا حدود لها.

الاستثمار التلقائي يُلزِم المستثمر بالانضباط التام

في كثيرٍ من الأحيان تتأثر  القرارات التي يتخذها المستثمر بعواطفه، مما يمنعه عن اللحاق بالارتفاعات التي تشهدها الأصولُ الماليةُ المختلفة، وهو ما ينتهي به إلى التخبط، فيقوم بالشراء عندما تكون الأسعار مرتفعةً ثم يضطر إلى البيع عندما تأخذ الأسعار الاتجاهات الهابطة، لكن الخبر السار هنا هو اختفاء هذا العيب تمامًا في ظل الاعتماد على الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة، ذلك أن هذا النوع يُعَد واحدًا من الاستثمارات المنضبطة التي يتم تنفيذها بدقةٍ فائقةٍ لئلا يتم تغيير طرق الاستثمار ذات الأجل الطويل لمجرد ظهور تقلباتٍ مؤقتةٍ في حركة السوق.

مميزات الاستثمار التلقائي على مستوى الفائدةِ المركبة

في كل مرةٍ يحقق خلالها المستثمر ربحًا من برنامج الاستثمار التلقائي، سيُعاد استثمار هذا الربح في استثماراتٍ جديدة، وبذلك لن يجني المستثمر الفائدةَ على الأصل المالي الذي تم استثماره في البداية، بل إن الفائدة ستصبح مركبةً لتشمل الأصل المالي والربح الذي تم تحقيقه.

اعتمادًا على هذه الدورةِ المتكررةِ وما تتمخض عنها من فوائد مركبة، سيتمكن المستثمر من تكوين مبالغ ماليةٍ كبيرةٍ بشكلٍ أسرع في ظل تعرضه لتقلبات السوق بدرجةٍ طفيفة. 

دور الاستثمار التلقائي في الحفاظ على وقت المستثمرين

  • لا شك أن الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة تحفظ للمستثمر وقتَه الثمين، فلن يضطر لمتابعة الأسواق بصورةٍ منتظمة، إذ يقوم هذا النظام بإجراء الخصومات بصورةٍ تلقائيةٍ وبدقةٍ فائقة.
  • على الرغم من المميزات المتعددة للاستثمار التلقائي، إلا أنه لا يُنصَح بالدخول إلى السوق عندما يكون سعر الصندوقِ مرتفعًا، ذلك أن هذه الخطوة ستدفع بالمستثمر إلى الانتظارِ المضني ريثما يستعيد الأموال التي قام بأدائها في بداية الاستثمار. 

أبرز الأصول المالية التي يمكن الاعتماد عليها خلال ممارسة الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

  • الأسهم (Stocks): في وسع المستثمر التلقائي يتم الشراء من سوق الأسهم بصفةٍ دورية مع تسخير الأرباح لشراء المزيد من الأسهم، وللحد من احتمالات الخسائر يُوصَى دائمًا بتنويع الأسهم التي يتم شراؤها.
  • العملات الرقمية (Cryptocurrencies): يتم اختيار العملةَ الرقمية المرغوب في استثمارها، مع تحديد مبلغ الاستثمار، وبعد ذلك ستتاح الفرصة للمستثمر لتعيين الجدول الخاص بخطة الاستثمار، حيث يتم تنفيذ هذه الخطة تلقائيًا بشكلٍ متكرر.
  • السندات (Bonds): يقوم المستثمر بتخصيص مبلغٍ ثابتٍ لشراء السندات بصفةٍ دورية، الأمر الذي يساعده على بناء محفظةٍ متنوعةٍ من دون الاحتياج إلى إدارة هذه المحفظة ومتابعتها باستمرار.
  • الصناديق المشتركة (Mutual funds): من خلال هذه الصناديق يمكن استثمار جزءٍ من الأموال التي يحتفظ بها المستثمر في حساب الوساطةِ الخاصِ به، وذلك حتى يضمن تنوع الأصول المالية التي يُعتمَد عليها في خطة الاستثمار التلقائي.
  • العقارات (Real Estate): قد يلجأ المستثمر إلى إضافة حصصٍ جزئيةٍ من الاستثمارات العقارية إلى محفظته وفقًا لشروطه من دون الحاجة إلى استخدام صندوق استثمارٍ عقاري، وبهذه الطريقة سيتمكن من تصميم محفظته الاستثمارية بما يتوافق مع وضعِه المالي وقدرتِه على تحمل المخاطر.

أبرز الترشيحات للمنصات التي تدعم الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة

حتى لا يصاب المستثمرون بالحيرةِ عند الاختيار بين هذه المنصة أو تلك، قمنا بالبحث عن المنصات الموثوقة للاعتماد عليها في ممارسة الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة، وقد انتهى بحثنا إلى النتائج الآتية:

منصة Alvexo:

تسمح Alvexo للمستثمرين بممارسة عمليات الاستثمار التلقائي من خلال منصة MetaTrader4، حيث يتم استخدام الروبوتات التجارية (Expert Advisors) لممارسة التداولات التلقائية وفقًا للاستراتيجيات المحددةِ سلفًا.

  • تُعَد المنصة خيارًا آمنًا، إذ تخضع لإشراف وتنظيم هيئة الخدمات المالية (FSA) في سيشيل، كما تحرص على تطويع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي ترشد العملاء إلى طريقة الدخول في سوق الأسهم حتى يصلوا إلى الأسواقِ المالية من دون تعقيدات.
  • توفير جميع الأدوات التحليلية يأتي ضمن مميزات هذه المنصة، فمن خلال هذه الأدوات تتاح الفرصة للمستثمرين لخوضِ غمار الاستثمار وسط ظروفٍ مثالية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنصةَ لا تنفك عن تقديم الدعم لعملائها.
  • يلقى العملاء استجابةً سريعةً من فريق الدعم الخاص بالمنصة، فهو يذلل جميع العقبات التي تعترضهم لكي يمروا بتجربةٍ استثماريةٍ سلسة. 
  • لا تغفل المنصة عن إقامة الفعاليات السنوية مع كبار المتحدثين في هذا المجال، حيث يقومون بنقل خبراتهم المتراكمة إلى العملاء، وهو ما يؤدي إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم على اتخاذ القراراتِ الصائبةِ في التوقيتِ المثالي. 

 

منصة World Capital

تدعم هذه المنصة صاحبةُ ترخيص FSC عمليات الاستثمار التي تتم بشكلٍ تلقائي اعتمادًا على الروبوتات، والتي تنتهج الخطةَ التي يتم إعدادها سلفًا بواسطة المستثمر لتحقيق أهدافِه المنشودة.

  1. توجه المنصة مساعيها نحو إكساب المستثمرين القدرات الفائقة لتحليل السوق اعتمادًا على قراءة المؤشرات الأساسية ورصد الأخبار والمستجدات السياسية والاقتصادية.
  2. تلعب المنصة دورًا بارزًا في تعليم المستثمرين مهارات إدارة المخاطر، تلك المهارات التي تحول دون تعرضهم للخسائر الفادحة، وبذلك يمكنهم مواصلة رحلتهم الاستثمارية من دون أن يتملكهم الخوف.

 

إيداع: $250
أصول: 5000+
  • تنظمها MISA
  • 30% بونص على الإيداع (لعملاءنا فقط)
  • أول 3 صفقات محمية
  • سبريد “0” لأول أسبوع
  • 0٪ عمولة تداول الأسهم المحلية والعالمية

 

الخاتمة

إلى هنا يبلغ مقالُ اليوم حدَّ النهايةِ، فقد أوضحنا من خلاله مفهوم الاستثمار التلقائي وخطط التداول البسيطة، كما قمنا بتسليط الضوء على الخيارات المتاحة لتحقيق الأرباح عبر هذه الخطط، وذلك من دون التعرض للمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها الأنواع الأخرى من الاستثمار.

الأسئلة الشائعة

كيف يعمل الاستثمار التلقائي؟

يسمح هذا الأسلوب للمستثمر بالمساهمة بأموالِه في حسابٍ استثماريٍ بانتظام، وفي أحيانٍ كثيرة يتخذ الموظفون هذا الأسلوب كوسيلةٍ لتنميةِ رؤوسِ أموالِهم حتى يكونوا متأهبين للمرحلةِ التي تَعقُب التقاعد، وذلك من خلال اقتطاع نسبةٍ مئويةٍ من رواتبهم لتنفيذ خطة الاستثمار التلقائي.

هل الاستثمار التلقائي مربح؟

نعم، يمكن تحقيق الأرباح بالاعتماد على الاستثمار التلقائي خاصةً إن تمت الاستعانة بالمستشار الآلي (Robo-advisor) الذي يتبع نهجًا أكثر انتظامًا وانضباطًا خلال ممارسة الاستثمار، فهو يساعد المستثمرين من خلال تحديد الأصول المالية المرشحةِ لأن تنمي رؤوسَ أموالِهم.

ما الفرق بين الشراء لمرةٍ واحدةٍ والشراء المتكرر في الاستثمار التلقائي؟

الشراء لمرةٍ واحدةٍ يتيح للمستثمر إتمامَ عمليةِ شراءٍ فوريةٍ من خلال الخطةِ المرتبطة بمؤشرٍ معين، بينما يعمل الاستثمار التلقائي على جعل عمليات الشراء عملياتٍ تلقائية تتم بصفةٍ متكررة تبعًا للوتيرة التي يحددها المستثمر.

ما هي العملات الرقمية المتاحة للاستثمار التلقائي؟

يدعم الاستثمار التلقائي ما يزيد عن 210 عملة رقمية مثل: البيتكوين (BTC)، الإيثريوم (ETH)، وعملة بينانس (BNB).

هل يدعم الاستثمار التلقائي نظام متوسط التكلفة بالدولار بين العملات الرقمية؟

نعم، يدعم الاستثمار التلقائي هذا النظام، مما يسمح للمستثمر بشراء ما يزيد عن 210 عملة رقمية بالاعتماد على العملات التي يمتلكها بالفعل، وبهذا الأسلوب تتاح الفرصة لشراء كمياتٍ صغيرةٍ بصفةٍ منتظمة، الأمر الذي يجعل المستثمر أقل تأثرًا بتقلبات السوق.

المصادر:

استشارة مجانية عبر الواتساب

أرسل رسالة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منصة مقارنة مستقلة وخدمة معلومات تهدف إلى تمكينك بالمعرفة لاتخاذ قرارات مُحتملة. بينما نظل مستقلين ، قد يؤثر التعويض الذي نتلقاه على العروض المعروضة على موقعنا.

في Theqa Brokers، نلتزم بتقديم رؤية شاملة وغير متحيزة لوسطاء التداول عبر الإنترنت. تم تصميم منصتنا بهدف واحد: تزويد المتداولين، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين، بالرؤى المهمة والمراجعات التفصيلية التي يحتاجون إليها للتنقل في المشهد المعقد للتداول في الأسواق المالية. نحن ندرك أهمية المعلومات الموثوقة في اتخاذ قرارات تداول سليمة، ولهذا السبب يقوم فريق الخبراء لدينا بإجراء أبحاث وتحليلات دقيقة لكل وسيط للتأكد من أن المحتوى الخاص بنا دقيق ومفيد.

إن استقلالنا هو حجر الزاوية في خدمتنا. نحن نؤمن بالشفافية والصدق، مما يضمن حصول قرائنا على رؤى حقيقية. في Theqa Brokers، تعتبر رحلة التداول الخاصة بك ونجاحك من أهم أولوياتنا، ونحن نسعى جاهدين لنكون مصدرك المفضل لجميع معلومات وسطاء الفوركس والتداول عبر الإنترنت. 

ينطوي التداول والاستثمار في الأسهم والمشتقات ذات الرافعة المالية وغير ذلك من الأوراق المالية القابلة للتداول على مخاطر كامنة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال المحتملة. يعتبر من الأعمال عالية المخاطر ، ويتأثر بعوامل مختلفة مثل المخاطر الاقتصادية والتضخم وتقلبات القيمة السوقية. تعتبر مشتقات OTC ذات الرافعة المالية أدوات معقدة تنطوي على مخاطر عالية لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. ما بين 74-89٪ من حسابات المستثمرين الأفراد يخسرون المال عند تداول المشتقات خارج البورصة مع الرافعة المالية. يجب عليك تقييم ما إذا كنت تستطيع تحمل المخاطر العالية لفقدان رأس المال بعناية.

معلومات الاتصال

brokers@theqabrokers.com Arch. Makarios III Avenue 169-171, Limassol +357 95 198232 theqabrokers.com

الشروط والأحكام

جدول المحتويات

Index