يتضح معنى تعويم العملة على أنه عملية اقتصادية تمثل ترك تقدير قيمة العملة للقوى السوقية دون تدخل من السلطات المختصة لتحديد سعر الصرف، تعتمد فكرة التعويم على مبدأ العرض والطلب في الأسواق المالية.
حيث يتم تحديد سعر الصرف بناءًا على تفاعل العوامل الاقتصادية والسياسية والمالية في السوق وبناءًا على ذلك تتغير قيمة العملة باستمرار وفقًا لتحركات السوق، مما يتيح للعملة التكيف مع التغيرات في ظل الأوضاع الدولية والمحلية الراهنة.
مفهوم التعويم قد يراه البعض معقدًا ولذلك جمع فريق موقع ثقة بروركرز Theqa Brokers الإيجابيات والسلبيات والأسباب التي تدفع الدول للتعويم في هذا التقرير.
معنى تعويم العملة هو تحرير صرف عملة بالكامل دون تدخل الهيئات والحكومات المختصة في تحديدها، بل تعتمد على آلية العرض والطلب في سوق العملات النقدية مقابل العملات الأجنبية.
أسعار صرف العملات العائمة تتميز بالتقلب المستمر مع تغيير العرض والطلب فمن الوارد أن يحدث هذا التغيير أكثر من مرة خلال اليوم.
يتأثر العرض والطلب للعملة بالعديد من العوامل كالاستثمار الدولي والمحلي، وأسعار الفائدة للعملات. ففي حالة ارتفاع نسب الاستثمارات الأجنبية سيزداد الطلب على العملة المحلية وهذا سيؤدي لارتفاع قيمتها وسعر صرفها.
عادة لا تدخل الحكومة سوى في حالة توجيه أسعار الصرف عندما تكون مرتفعة، يتم ترك صرف العملة عائم عندما يكون العرض والطلب محدودًا.
تعتبر عملية تعويم العملة جزءًا أساسيًا من استراتيجيات السياسة النقدية والاقتصادية في العديد من الدول حيث تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التنافسية الدولية للاقتصاد. بجانب ذلك يعد تعويم العملة أحد الآليات التي يمكن من خلالها تعزيز التصدير وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين التوازن التجاري للدولة.
كما وضحنا معنى تعويم العملة في أنه نظام يتيح للعملة التقلب وفقا للقوى السوقية دون تدخل من السلطات النقدية، وهناك نوعان من العملة التي توضح مدى تدخل السلطات والتحكم في قيمة العملة، ويتمثل النوعان في التالي:
يمثل هذا النوع التعويم ترك تحديد سعر الصرف على حسب آلية العرض والطلب دون تدخل من الحكومة أو السلطات النقدية في الدولة، يتم اتباع هذا النوع في معظم الدول التي تتبع النظام الرأسمالي الصناعي.
يمثل هذا النوع حرية تحديد سعر الصرف وفقًا لآلية العرض والطلب والقوى السوقية، وفي هذا النوع تتدخل الدولة والسلطات النقدية من خلال المصرف المركزي لتوجيه سعر الصرف في اتجاه محدد مقابل باقي العملات.
ويتأثر هذا الأمر بعدة عوامل مثل الفجوة بين العرض والطلب في سوق العملات، والتغيرات التي تطرأ على سوق الصرف والمستويات الأجلة لأسعار صرف العملات. يطبق هذا النوع في معظم الدول التي تتبع النظام الرأسمالي بجانب الدول النامية التي يرتبط سعر صرف عملتها بالجنية الاسترليني أو الدولار أو بعض العملات الأخرى.
يعد قرار اتخاذ التعويم أمر استراتيجي يتخذه المسئولين الاقتصاديين في الدولة، ويتمثل في تحويل نظام الصرف الثابت بعملة أجنبية إلى نظام يتيح لقيمة العملة التقلب وفقًا للعوامل السوقية، وخطوة اتخاذ قرار التعويم تعد خطوة حاسمة تؤثر على الوضع الاقتصادي، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي لاتخاذ قرار التعويم:
يتم تداول مبالغ كبيرة في سوق الفوركس بشكل منتظم، وعادة ما يتم تبادل هذه المبالغ الكبيرة من خلال الأسعار المتقلبة للعملات، وهو سعر عملة يمكن استبدالها بسعر عملة أخرى، وفي بعض الأحيان يتم ذلك من خلال شراء وبيع عملة مقابل عملة أخرى بأسعار محددة، قد يكون هذا الأمر استثماري نوعًا ما.
قد يتم اعتبار تعويم العملة بمثابة استحقاق مالي عندما يكون الاقتصاد قويًا، وعادة ما تتأثر العوامل السوقية بنقص العرض والطلب وهذا قد يؤدي لانخفاض قيمة العملة.
في أوائل ستينيات القرن الماضي شاهدت بعض الدول تطورات اقتصادية وسياسية كبيرة، وهذا كان يرجع إلى ما حدث في نظام النقد الدولي المبني على اتفاقية بريتون وودز وتعتمد هذه الاتفاقية على نظام ثابت لسعر صرف العملات التي تستند على الدولار.
لكن بعد فترة أصبح من الصعب التحكم في ضبط تغيرات تقلب أسعار صرف العملات في الأطراف المشاركة في الاتفاقية. لذلك باءت بالفشل والانهيار بعد فترة، وبناءًا على ذلك بدأت الدول في التفكير بتطبيق التعويم وشجع هذا اتفاقية سميشونيان التي أبرمت عام 1971 ونصت الاتفاقية على إتاحة فرص تغيير أسعار العملات على أن لا يتعدى 2.25% من قيمتها السوقية.
بعد فترة تعرضت هذه الاتفاقية لانتكاسة وهذا أدى إلى اتجاه الدول لتعويم العملة، مع العلم أن التعويم شاهد تطورات عديدة حتى صار في النهاية من أهم الأدوات التي تلجأ إليها الدول لتحقيق أهدافها الاقتصادية.
عادة ما يؤثر تعويم العملة على سوق العملات النقدية من خلال تأثيره على حركتي العرض والطلب لبيع وشراء العملة المحلية، كما يؤثر التعويم على سعر الفائدة من خلال ارتفاع أو انخفاض سعر الخصم، في النهاية يؤثر التعويم على حجم التجارة ونسبة الواردات والصادرات للدولة.
بعد اعتماد الدول على نظام التعويم ظهرت فكرة الاستثمار في العملات بهدف الاستفادة من فارق الأسعار، ولكن كان هذا الاستثمار مقتصرًا على رجال الأعمال والبنوك المركزية فقط.
ظهرت آلية الإنتربنك لتحديد سعر صرف العملة، حتى تستطيع البنوك الإعلان عن أسعار شراء وبيع العملات بشكل فعلي، وهذه الآلية تلزم معظم البنوك المشاركة بالموافقة على شروطها، تتميز هذه الآلية بالسيطرة على سعر الصرف وفقًا لعمليات العرض والطلب، بجانب ذلك تمنع هذه الآلية نظام المضاربة على أسعار العملات، ويقتصر الأمر على تحديد سعر العملة بناءًا على العرض والطلب.
يؤثر التعويم على اقتصاد الدول وقيمة النقد المحلي، ففي حالة تعويم العملة باتجاه ارتفاع سعر صرفها مقابل باقي العملات، يؤثر ذلك على حركة الصادرات وارتفاع أسعار السلع المحلية وهذا يؤدي لانخفاض الطلب عليها. ولكن في مقابل ذلك تزداد نسبة الواردات وهذا يؤدي لعجز بالميزان التجاري.
أما في حالة تعويم العملة باتجاه انخفاض سعر صرفها مقابل العملات الأجنبية هذا يؤثر على الأوضاع الاقتصادية ولكن هذا الأمر يختلف في الدول الصناعية المتقدمة عن الدول النامية.
يعتبر تعويم العملة قرارًا حاسمًا يمكن أن يترك أثرًا كبيرًا على اقتصاد الدولة، وقد ينتج عن تعويم العملة بعض التأثيرات الإيجابية التي تفيد اقتصاد الدولة، وفي نفس الوقت قد تؤدي لبعض التأثيرات السلبية التي تؤثر على قيمة عملة الدولة واقتصادها، دعونا نوضح تلك الإيجابيات والسلبيات بالتفصيل في النقاط التالية:
تأثيرات تعويم العملة يمكن أن تتأثر بعدة عوامل، وتشمل هذه العوامل الاقتصادية والسياسية والمالية التي يجب وضعها في الحسبان عند اتخاذ قرار التعويم، وتتمثل هذه العوامل في:
اتخاذ قرار التعويم كما ذكرنا في الفقرات السابقة يتم عندما تشعر الدولة ببعض المعايير المؤثرة التي تتطلب اللجوء للتعويم، ولكن يتطلب هذا القرار بعض الخطوات العلمية الدقيقة، التي تتمثل في النقاط التالية:
تحليل البيانات الاقتصادية الحالية مثل معدلات التضخم، التوازن التجاري، نسبة الدين العام للدولة، تقييم مدى استقرار العملة وقوة الاقتصاد العام.
النظر لتجارب الدول الأخرى التي طبقت نظام التعويد وتحليل النتائج ونقاط الاستفادة والخسارة التي حصلت عليها الدولة.
قرار التعويم ليس أمرًا سهلًا ويحتاج لدراسة وتخطيط والاستفادة من خبرة الخبراء الماليين في تقديم تقييم مستقل وتوجيهات حول إذا كان قرار التعويم خيار مثالي وكيفية تنفيذه بشكل فعال يفيد الدولة.
بعد الرجوع للخبراء الماليين والتأكد من أن قرار التعويم قرار صائب، الآن يتطلب وضع خطة عمل تفصيلية تحدد الخطوات المهمة لضمان نجاح التعويم، بما في ذلك السياسات النقدية المالية اللازمة لضمان استقرار العملة والاقتصاد.
بعد تطبيق نظام التعويم لابد من مراقبة تأثيرات التعويم على الاقتصاد، واتخاذ التدابير اللازمة للتكيف مع أي تغييرات غير متوقعة أو تأثيرات سلبية.
باختصار، يعتبر تعويم العملة أداة مهمة لتعزيز التكامل الاقتصادي وتعزيز المرونة في العديد من الجوانب الاقتصادية، مما يساهم في تحقيق النمو والاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
على الرغم من إيجابيات تعويم العملة إلا أنها قد تكون مصدر للتقلبات الاقتصادية، حيث يمكن أن تتأثر الأسعار بشكل حاد نتيجة لتقلبات سوق العملات، في النهاية يتطلب تطبيق تعويم العملة لإدارة اقتصادية فعالة وإجراءات رقابية دقيقة للحد من التأثيرات السلبية المحتملة وضمان استقرار الوضع المالي والاقتصادي.
سنتعرف معًا على أبرز الأسئلة الشائعة التي تدور في ذهنك بخصوص معنى تعويم العملة:
قد يؤثر تعويم العملة على زيادة مشاكل بعض الدول، مثل مشكلة البطالة وعمليات المضاربة على الأسواق العالمية، بجانب ذلك قد تتأثر أسعار صرف العملات مما يؤدي لعدم استقرارها.
بالفعل سيصاحب التعويم زيادة في أسعار الذهب وارتفاع سعر الدولار، فالدولار يعد مصدر تسعير للذهب فعند ارتفاعه ترتفع قيمة الذهب.
التعويم هو تحديد سعر عملة دولة معينة وتركه أمام تغير العملات الرئيسية ونسبة العرض ةالطلب، بحيث يؤدي زيادة الطلب على العملة لارتفاع سعرها.
تمتع بالدعم الفوري لدى ثقة بروكز! تواصل معنا عبر الواتساب الآن.
منصة مقارنة مستقلة وخدمة معلومات تهدف إلى تمكينك بالمعرفة لاتخاذ قرارات مُحتملة. بينما نظل مستقلين ، قد يؤثر التعويض الذي نتلقاه على العروض المعروضة على موقعنا.
في Theqa Brokers، نلتزم بتقديم رؤية شاملة وغير متحيزة لوسطاء التداول عبر الإنترنت. تم تصميم منصتنا بهدف واحد: تزويد المتداولين، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين، بالرؤى المهمة والمراجعات التفصيلية التي يحتاجون إليها للتنقل في المشهد المعقد للتداول في الأسواق المالية. نحن ندرك أهمية المعلومات الموثوقة في اتخاذ قرارات تداول سليمة، ولهذا السبب يقوم فريق الخبراء لدينا بإجراء أبحاث وتحليلات دقيقة لكل وسيط للتأكد من أن المحتوى الخاص بنا دقيق ومفيد.
إن استقلالنا هو حجر الزاوية في خدمتنا. نحن نؤمن بالشفافية والصدق، مما يضمن حصول قرائنا على رؤى حقيقية. في Theqa Brokers، تعتبر رحلة التداول الخاصة بك ونجاحك من أهم أولوياتنا، ونحن نسعى جاهدين لنكون مصدرك المفضل لجميع معلومات وسطاء الفوركس والتداول عبر الإنترنت.
ينطوي التداول والاستثمار في الأسهم والمشتقات ذات الرافعة المالية وغير ذلك من الأوراق المالية القابلة للتداول على مخاطر كامنة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال المحتملة. يعتبر من الأعمال عالية المخاطر ، ويتأثر بعوامل مختلفة مثل المخاطر الاقتصادية والتضخم وتقلبات القيمة السوقية. تعتبر مشتقات OTC ذات الرافعة المالية أدوات معقدة تنطوي على مخاطر عالية لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. ما بين 74-89٪ من حسابات المستثمرين الأفراد يخسرون المال عند تداول المشتقات خارج البورصة مع الرافعة المالية. يجب عليك تقييم ما إذا كنت تستطيع تحمل المخاطر العالية لفقدان رأس المال بعناية.