مفهوم المضاربة في العملات الرقمية
مفهوم المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية يعني عملية إجراء معاملة مالية في العملات الرقمية تنطوي على كثير من الخسائر في حال فشل تلك المعاملة المالية، وعلى عكس من ذلك فهي تحقق كثير من الأرباح عند نجاحها، حيث يقوم المضاربون بالتركيز على تحركات الأسعار وتقلبات السوق المرتبطة بالأصول المالية التي يؤدون المضاربة فيها سواء في العملات الرقمية أو في غيرها، ولهذا يتضح أن المضاربة في العملات الرقمية تعتبر عملية مراقبة أسعار العملات الرقمية بهدف شرائها أو بيعها من أجل تحقيق الربح من خلال الفرق بين سعري البيع والشراء، وبالتالي يكون هدفها تحقيق الربح بغض النظر عن نوع العملة أو المعلومات المتعلقة بها.
المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية
يسأل الكثير من المتداولين بالعملات الرقمية عن المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية، حيث يعتبر المتاجرة في العملات من خلال الإنترنت جائزة، ولكن إذا خلت المعاملة من الرسوم التثبيت ومن الرافعة المالية، فإذا كانت المضاربة في تجارة العملات أو في غيرها يشترط أن تكون على قدر معلوم من الربح وليس من رأس المال، حيث اشتراط قدر معين من رأس المال يبطل المضاربة.
- كما أن إذا كان العقد مع الشركة ينص على أن لصاحب المال نسبة من رأس المال فهذا العقد غير صحيح.
- أما إذا كان العقد ينص على أن لصاحب المال ونسبة معلومة من الأرباح فالعقد صحيح ولا يضر إخبار الشركة صاحب المال بما تتوقعه من الربح.
وتعتبر المضاربة بالعملات الرقمية مباحة في الإسلام إذا كانت من جنس واحد أن تكون مثلاً بمثل، (أي اذا أعطيتك 100 دولار أمريكي لتصرفها لي بـ 50 و20 وثلاثة عشرات) لا ينفع أن تعطيني أكثر أو أقل، نفس هذه الأحكام تنتقل إلى العملات الرقمية، حيث أن التعامل بالعملات الرقمية بيعاً وشراءاً، يجب أن يكون يداً بيد، بمعنى أن يجري التقابض في مجلس العقد.
إذن المضاربة في العملات الرقمية لا تعدو أن تكون معاملة صرف بين عملات مختلفة ولا بأس بها ، حيث أنه المنصات تطلق على هذا النوع من التداول بالتداول الفوري أو السبوت، هذا الأمر جائز ولا بأس به إذا كانت العملات التي ستتداول بها مباحة.
العوامل المؤثرة على المضاربة في تقلب أسعار العملات المشفرة
هناك بعض العوامل الاساسية التي تؤثر على قرارات المضاربين في العملات الرقمية وأهم هذه العوامل تتلخص في:-
التغطية الإعلامية والأخبار
التغطية الإعلامية والمقالات الإخبارية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرأي العام، على سبيل المثال يمكن أن تؤدي الإعلانات حول اللوائح الجديدة أو التقدم التكنولوجي إلى عمليات شراء أو بيع واسعة النطاق، لان الاستثمارات الرفيعة تُبنى على التقدم والتطور التكنولوجي وبهذا تزداد عمليتي البيع والشراء.
التطورات التكنولوجية
كما أن الابتكارات في التكنولوجيا يؤدي إلى تطورات في العملات الرقمية المشفرة ومن هنا يزداد تحفيز الاهتمام بالمضاربة بالإضافة إلى تكهن المتداولون بالتأثير لهذه التطورات على قيمة العملة الرقمية.
العوامل الاقتصادية
كما يعتبر الظروف الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على معدلات التضخم وتقلبات العملة والسياسة الاقتصادية، كما تتأثر الأسواق الخاصة بالعملات المشفرة بشكل كبير، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي مما يجعل هناك زيادة بالاهتمام بالعملات المشفره كاستثمارات بديلة.
تقلّبات الأسعار
كما أن العملات المشفرة تخضع لتقلبات الأسعار الحادة والتي يترتب عليها مكاسب كبيرة أو خسائر هائلة، والسبب الأساسي في حدوث هذه التقلبات هو اتجاهات العرض والطلب على العملة، حيث قد يرتفع الطلب على عملة معينة مثل البيتكوين عند تداول الاخبار والمعلومات مما يجعل المضاربين يقبلون على شرائها.
البيئة التنظيمية
عدم وجود تنظيم في العملات الرقمية سيؤدي إلى تداول معلومات خاطئة أو مزيفة حول العملات الرقمية، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر العملة دون وجود أي أسباب حقيقية خاصة أن منصات التداول الخاصة بالعملات المشفرة تقوم على التلاعب باستخدام ممارسات معينة لتوجيه أسعار العملات.
فوائد المضاربة في تقلب أسعار العملات المشفرة
بعدما ذكرنا المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية، هناك بعض الفوائد للمضاربة في تقلب أسعار العملات المشفرة سنقوم بذكرها فيما يلي:-
البيئة التنظيمية
إن الإجراءات التنظيمية الجديدة في البلدان قد تؤدي إلى تغييرات في اللوائح، كما أن الوضوح التنظيمي يعزز الثقة والحد من التقلبات، في حين أن عدم اليقين أو السياسات التقييدية يمكن أن تؤدي إلى زيادة تقلبات في الأسعار
الاعتماد والتكامل
المعدل الذي تعتمد عليه العملة المشفرة يمكن أن يؤثر في تطبيقات العالم الحقيقي ودمجها في الأنظمة المالية الحالية على نشاط المضاربة وعادة ما يؤدي التبني المتزايد إلى تكهنات إيجابية مما يعمل على تعزيز القيمة المتطور للعملات الرقمية المشفرة.
استراتيجيات المضاربة على العملات المشفرة وتقلب الأسعار
فيما يلي ذكرنا المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية الآن سوف نقوم بذكر استراتيجيات المضاربة على العملات المشفرة وتقلب الأسعار وهي:-
- التحليل الفني: المتداولون يستخدمون الرسوم البيانية للأسعار التاريخية كما أن هذه البيانات تتوقع وتتنبأ بتحركات الأسعار المستقبلية، وذلك باستخدام مؤشرات مثل المتوسطات المتحركة ومؤشرات البولنجر والقوة النسبية لتحديد إشارات الشراء أو البيع المتوقعة.
- التنويع: توزيع الاستثمارات عبر العملات الرقمية يمكن أن يساعد في إدارة المخاطر حيث أن التنويع يمكن أن يخفف من تأثير التقلبات في أي من العملات الرقمية مثل البيتكوين وغيرها.
- متوسط تكلفة الدولار (DCA): تشمل هذه الاستراتيجية استثمار مبلغ ثابت في عملة رقمية مشفرة بغض النظر عن أسعارها لتحديد متوسط التكاليف الاستثمارية وتخفيف التقلبات فإذا كنت ترغب في معرفة ذلك يمكنك قراءة الدليل الخاص باستراتيجيات الاستثمار الذكية من خلال الإنترنت.
اتجاهات المضاربة في العملات المشفرة وتقلب الأسعار
سنوضح من خلال السطور القادمة الاتجاهات الخاصة بالمضاربة في العملات المشفرة وتقلب الأسعار من خلال العوامل المختلفة التالية:-
- اضطرابات السوق المستمرة: الاضطرابات الكبيرة من المحتمل أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الاجواء المالية بما في ذلك إغلاق الصناديق والشركات وهذا يؤثر بشكل كبير على تقلبات السوق.
- اعتماد البيتكوين عالميًا: تزايد الاعتماد العالمي للبيتكوين يمثل اتجاه كبير في المناطق المتنوعة مما قد يؤثر على استقرار الأسعار والمضاربة على العملات الرقمية.
الفرق بين المضاربة والاستثمار في العملات الرقمية
يبرز الفرق بين المضاربة والاستثمار في العملات المشفرة من خلال الأمور التالية التي سنقوم بتوضيحها في السطور التالية:-
- الزمن: الاستثمار في العملات الرقميه يكون على المدى الطويل وقد ياخذ الاستثمار وقتا طويلا مقارنة بالمضاربة في العملات الرقمية التي تتم على المدى القصير.
- تحقيق النتائج: المضاربة في العملات الرقمية يمكن أن يحقق نتائج أسرع مقارنة بالاستثمار في العملات المشفرة حيث يغلب الاستثمار الوقت الأطول الذي قد يصل لسنوات.
- الهدف: الاستثمار هو شراء العملات الرقمية بهدف الحصول على دخل وقيمة في المستقبل، أما المضاربة فهو شراء أو بيع العملات الرقمية ّة لتحقيق مكاسب كبيرة وهائلة مقابل خسائر متوقعة قد تصل إلى فقدان كامل القيمة.
- نسبة المخاطرة: في المضاربة تكون نسبة المخاطرة أعلى بكثير من النسبة المخاطرة في الاستثمار في العملات الرقمية.
- المعرفة والمعلومات: تكون معرفة المستثمرين للسوق ودراسة ما يرغبون بالاستثمار فيه أعلى من المضاربين؛ الذين يتربّصون فرق الأسعار في عمليات المضاربة المختلفة.
ما هو أفضل وقت لمضاربة العملات المشفرة؟
يعتبر الأسواق الخاصة بالعملات الرقمية مفتوحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع إلا أن حجم التداول غالبا ما يرتفع خلال ساعات محددة في أسواق معينة بشكل عام حيث تعد جلسات لندن ونيويورك وخاصة تداخلاتها تعتبر الأكثر نشاطًا بفضل التوفير في الحجوم المتداولة والتقلبات التي يمكن للمضاربين الاستفادة منها، ولكن فيما يتعلق بالفترات الزمنية يمكن إجراء المضاربة على الرسوم البيانية 1 أو 2 أو 3 من الدقائق وغالبا ما تستخدم الرسوم البيانية لمدة خمس دقائق إلى 15 دقيقة للمساعدة في تحديد التحيز الاتجاهي.
إيجابيات وسلبيات السكالبينغ في تداول العملات المشفرة
كما وضحنا في السطور السابقة المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية يمكننا الآن إلقاء نظرة سريعة على بعض الإيجابيات والسلبيات للسكالبينغ في سوق العملات المشفرة:-
الإيجابيات
- الفرص المتكررة: تقلب العملات المشفرة يمكن أن يوفر الكثير من فرص المضاربة مقارنة بالأصول المالية الأخرى وهذا يعزز الأرباح المحتملة التي يمكن أن يحققها المستثمر لهذه الفرص.
- مخاطر أقل: المضاربة القائمة على الدخول والخروج بطبيعتها سريعة ومتكررة وهذا يعني أن المضاربين لهم فرص أقل في التعرض لأحداث السوق السلبية مثل التغيرات التنظيمية أو إحداث الاقتصاد الكلي.
- أخفّ وطأة على النفس: بالنسبة لبعض المتداولين يفضلون السكالبينج لأنه يسمح لهم بالحصول على الكثير من الأرباح الصغيرة دون الحاجة للانتظار والقلق لمعرفة ما إذا كانت التجارة ستحقق هدف طويل المدى أم لا.
السلبيات
- فرص أعلى للخسائر الكبيرة: كما ذكرنا، أن المضاربة تحتاج إلى انضباط ونظرًا لوجود رافعة مالية عالية فإن سوء إدارة المخاطر يمكن أن يمحو حساب المستثمر خلال عدد من الدقائق من فتح الصفقات إذ لم يكن صارم وواثق باستراتيجياته
- استهلاك الوقت والجهد: تحتاج هذه الاستراتيجية مراقبة مستمرة للسوق وهذا الأمر الذي يمكن أن يستهلك الكثير من الجهد والوقت كما أن هناك حاجة مستمر لاتخاذ قرارات سريعة قد تكون مرهقة للنفس ومستنزفة للطاقة.
- التكاليف المرتفعة: الرسوم المرتبطة بالتداول المتكررة يمكن أن تؤدي إلى ضياع الأرباح مثل فروق الأسعار وتكاليف المعاملات.
كيفية المضاربة بالعملات بشكل إسلامي
يمكنك المضاربة بالعملات الرقمية من خلال النقاط التالية التي يجب أن تقدمها الشركات بشكل دائم ومنصات التداول، بجانب حسابات التداول الإسلامية، وأهم هذه النقاط هي:-
- أن لا تقوم شركة التداول باقتراض أي أموال، وأن تكون عمليات البيع والشراء في التداول التي تتم من خلال الشركة تقوم بتنفيذها من رأس المال الخاص بك.
- أن يتمكن المتداول بالتصرف في العملات التي قام بشرائها بكل حرية، كما يتصرف المالك في ملكه وتقييد التصرف على الأملاك لا يجوز.
- أن يتم التقابض دون تأخير بين المتبايعين، بحيث تتم عمليات الربح من وراء البيع، والشراء بشكل فوري وفقًا لما هو متعارف عليه في مسألة التقابض.
- أن تكون الأنظمة الاستثمارية التي يتم التداول عليها في أشياء مباحة، فمثلًا يمكن التداول على السلع التكنولوجية، والملابس، وغيرها إنما عندما يتعلق الأمر مثلًا بالتداول على الخمور، أو ألعاب القمار، فهذا بالطبع محرمًا شرعًا، لأن الأعيان التي يتم المضاربة عليه محرمة من الأساس.
- إذا تم التداول بالذهب أو الفضة فيلزم التقابض، والتماثل بالوزن، وهذا بالطبع غير ممكن في البورصة بشكل عام.
الخاتمة
قد قدمنا لكم دليل شامل من موقع ثقة بروكرز حول المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية، يمكنك الآن التعامل بالمضاربة في العملات الرقمية ولكن بطريقة محللة أي تكون من نفس الشيء وجنس واحد، بدون زيادة أو نقصان، حتى تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
الأسئلة الشائعة
ما هي المضاربة في التجارة؟
هي شراكة في الربح ومن صورها أن تكون بين البنك والعميل او بين صاحب المال والعامل في التجارة.
ما هي المضاربة الحلال؟
هو أن يدفع رجل ماله إلى آخر يتجر له فيه، على أن ما حصل من الربح بينهما حسب ما يشترطانه.
ما هي مخاطر المضاربة؟
تتضمن مخاطر المضاربة اتخاذ قرارات يمكن أن تؤدي إلى مكاسب كبيرة أو خسائر فادحة.
المصادر
