دليل التداول المتأرجح للمبتدئين: استراتيجيات ونصائح فعّالة

التداول المتأرجح هو ذلك الأسلوب الشائع الذي يتيح للمتداول الحصول على أرباح قصيرة إلى متوسطة الأجل من دون الاضطرار إلى إمضاء معظم الوقت أمام الشاشات لرصد التحركات التي تطرأ على السوق. يستهدف مقال اليوم عرض كافة المعلومات التي تخص التداول المتأرجح للمبتدئين، لكي يتمكنوا من استيعاب هذا النوع من التداول جيدًا قبل البدء في ممارسته.




blue-background

جدول المحتويات

نظرة سريعة على مفهوم التداول المتأرجح

التداول المتأرجح

يمكن النظر إلى التداول المتأرجح بوصفه أسلوبًا أو نمطًا محددًا في عالم التداول، حيث يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق الربح عن طريق التحركات السعرية على المدى القصير إلى المتوسط، ما يعني أن المتداول سيحتفظ بصفقاته لعدة أيام أو عدة أسابيع على أقصى تقدير.

بواسطة التداول المتأرجح، تتاح الفرصة أمام المتداول للدخول والخروج عند المستويات الرئيسية، وعادةً ما يعتمد المتداولون المتأرجحون على التحليل الفني حتى يتمكنوا من حصد الأرباح مستغلين في ذلك الظروف المتقلبة للسوق، مع توجيه أنظارهم إلى الأسواق الرائجة.

من الضروري كذلك أن يركز المتداولون على إطار زمني قصير عندما يقومون بتحديد حجم المخاطر التي تواجههم ومقدار المكافآت التي يمكن حصدها، حيث يستلزم ذلك وجود فهمٍ عميقٍ لمميزات وعيوب هذا النوع من أنواع التداول.

أنواع التداول المتأرجح

قبل التطرق إلى مميزات التداول المتأرجح للمبتدئين، علينا أولًا أن نسلِّط الضوء على أنواعه المختلفة مع ذكر مواضع الفرق بينهم، فالنقاط التالية تستعرض هذه الأنواع على نحوٍ تفصيلي:

  • تداول الارتدادات: يسعى هذا النوع من التداول إلى البحث عن السعر الذي يرتد ضد اتجاه السوق قبل أن يستأنف اتجاهه الأساسي مجددًا، وبذلك يُعَد هذا النوع تحركًا معاكسًا ثانويًا داخل الاتجاه الأساسي، إلا أن التحدي الذي يواجه المتداول في هذه الحالة هو الحكم على هذا الارتداد لمعرفة ما إذا كان مجرد تراجع أم أنه انعكاسٌ فعليٌ للاتجاه.
  • تداول الانعكاسات: يشير مصطلح الانعكاس إلى التغيير الذي يطرأ على اتجاه سعر الأصل، وقد يكون الانعكاس إيجابيًا حين يبدأ السعر في الاتجاه نحو الصعود بعد أن كان آخذًا في الهبوط، كما يمكن أن يصير الانعكاس سلبيًا حين يفقد الاتجاه الصعودي زخمه، وهنا يبلغ التحدي ذروته، ذلك أن المتداول يجد صعوبةً لتحديد ما إذا كان السعر يمر بانعكاسٍ حقيقي أم أنه يتعرض لتراجعٍ صغيرٍ قصير المدى.
  • تداول الاختراقات: من خلال هذا النوع ينتظر المتداولون لحظة الاختراق، تلك اللحظة التي يتجاوز خلالها السعر حدود المستوى الرئيسي للمقاومة، وفي هذه الأثناء يقومون بفتح الصفقة حين يتخذون مركزًا مع بداية الاتجاه الصعودي.
  • تداول الانهيارات: على عكس تداول الاختراقات، يهدف تداول الانهيارات إلى استغلال اللحظة المناسبة حين يصل السعر إلى الانهيار، وهو ما يُعرَف كذلك باسم اتجاه الاختراق الهبوطي، حيث يتخذ المتداولون مركزًا فور ملاحظة الاتجاه الهابط، ما يعني أن افتتاح الصفقة يتم بمجرد كسر السعر للمستوى الرئيسي للدعم. 

مميزات التداول المتأرجح للمبتدئين

  • لن يحتاج المتداولون الجدد إلى تخصيص وقتٍ طويل لممارسة التداول المتأرجح، حيث يمثل المتداولون المتأرجحون الفئةَ الأقل انزعاجًا من التحركات اليومية للسوق.
  • يسمح التداول المتأرجح للمبتدئين باستغلال جميع التحركات السعرية صعودًا كانت أو هبوطًا، وهو ما يؤهلهم لتحقيق المكاسب من كل حركةٍ أو تأرجح يتعرض له السوق، مع إعطائهم الفرصة للتركيز على التحليل الفني ليتمكنوا من اتخاذ القرارات الصائبة.

المخاطر المحتملة للتداول المتأرجح للمبتدئين

  • يمكن للتقلبات الحادة والتحركات السعرية غير المتوقعة أن تتسبب في مضاعفة الخسائر.
  • لن يتمكن المتداولون المتأرجحون من تحقيق الفائدة من الرافعة المالية اليومية.
  • يكون المتداول معرضًا للخسارة بسبب تقلبات السوق التي قد تظهر إذا تم الاحتفاظ بالصفقة لفترةٍ طويلةٍ دون إغلاقها.

طريقة تطبيق التداول المتأرجح

تطبيق التداول المتأرجح للمبتدئين يستلزم المرور بعدة خطوات، تلك الخطوات هي ما تضمن للمتداولين الجدد تحقيق أقصى قدرٍ من الأرباح مع خفض احتمالات الخسارة، وفيما يلي قائمة بهذه الخطوات:

  1. التركيز على الإطار الزمني اليومي.
  2. رسم المستويات الرئيسية للدعم والمقاومة.
  3. إجراء تقييمٍ شامل لزخم السوق.
  4. رصد إشارات التحركات السعرية.
  5. تعيين نقاط الخروج.
  6. العمل على إدارة المخاطر واحتوائها.

التركيز على الإطار الزمني اليومي

تأتي هذه الخطوة في مقدمة الخطوات عند ممارسة التداول المتأرجح للمبتدئين، فمن الضروري أن يقوموا بإمضاء معظم الوقت في مطالعة الرسوم البيانية اليومية، ذلك أن هذه الرسوم تمنحهم تصورات أفضل بشأن حركة السعر، وفي الوقت نفسه يمكنها أن تقدم إشارات أكثر موثوقيةً يمكن الاعتماد عليها قبل اتخاذ أي قرار حيال الصفقة.

على الرغم من أهميتها، إلا أن الأطر الزمنية اليومية لا تلقى اهتمامًا متساويًا، فعلى سبيل المثال يحتاج المتداول المتأرجح الذي ينشط في سوق العملات الرقمية الأجنبية إلى الاعتماد على نوعٍ معين من الرسم البياني اليومي الذي يغلق بالتزامن مع إغلاق جلسة نيويورك، إذ تغلق الجلسة يوميًا عند الساعة 5 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

يمكن أن يُمارَس التداول المتأرجح للمبتدئين عبر مراقبة الرسوم البيانية على نطاقات ضيقة تعبر عن التحركات السعرية خلال 4 ساعات فقط، غير أن الرسوم البيانية اليومية تعطي صورةً أكثر تفصيلًا، الأمر الذي يزيد قدرةَ المتداول على استغلال مزيدٍ من الفرص، فكلمَّا انتقل المتداول من الأطر الزمنية الضيقة إلى الأطر الزمنية المتسعة كلمَّا كانت المؤشرات المعوَّل عليها أكثر موثوقيةً. 

رسم المستويات الرئيسية للدعم والمقاومة

التداول المتأرجح

من غير المنطقي أن يُمارَس التداول المتأرجح للمبتدئين من دون القيام برسم مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، إذ تمثل هذه المستويات حجر الأساس الذي يستند إليه المتداول المتأرجح لتحديد الصفقات الملائمة بالنسبة له، وهناك نوعان أساسيان من هذه المستويات:

  • مستويات الدعم والمقاومة الأفقية: يتعين على المتداول توقيع هذه المستويات على الرسوم البيانية الخاصة به، فهي توفر له أساسًا رائعًا لرصد التقلبات التي تطرأ على السوق، كما أنها تشير إلى أفضل المناطق التي يُنصَح باستهدافها.
  • خطوط الاتجاه: عادةً ما يتم تجاهل هذه الخطوط على الرغم من أهميتها البالغة، فهي تقدم للمتداول المتأرجح الطريقة الصحيحة لتحديد النقاط الملائمة للدخول مع الاتجاه، كما أنها خير وسيلةٍ لرصد الانعكاسات قبل حدوثها.

إجراء تقييمٍ شامل لزخم السوق

في هذه الخطوة من خطوات تنفيذ التداول المتأرجح للمبتدئين يتم استغلال الرسوم البيانية اليومية، مع ضرورة تعيين مناطق الدعم والمقاومة ذات الصلة، ويكون الهدف في هذه الخطوة إجراء تقييمٍ شامل لحالة الزخم الغالية على السوق، فهناك 3 أنواع من زخم السوق:

  • اتجاه صاعد: في هذا الاتجاه يتأرجح السعر بين القاع والقمة، ويمكن تمييز هذا الاتجاه من خلال القمم التي تعبر عن تأرجح النقطة الحالية لمستويات تفوق سابقتها.
  • اتجاه هابط: تضطرب الأسعار في هذا الاتجاه بين القمة والقاع، إذ يظهر على الرسم البياني عدد كبير من القيعان، وهو الوقت الذي يُوصَى خلاله المتداول المتأرجح بالإقدام على خطوة البيع.
  • اتجاه النطاق: في هذا الاتجاه يتحرك السوق حركةً جانبيةً داخل نطاقٍ معين لا يجتازه، وعلى الرغم من خلوه من الزخم الصعودي والهبوطي، إلا أنه يظل قادرًا على إنتاج تداولات متأرجحة مربحة.

رصد إشارات التحركات السعرية

بعد تحديد زخم السوق سواء كان متجهًا نحو الصعود، آخذًا في الهبوط، أو قابعًا في نطاقٍ محدد، يتم استئناف عملية التداول المتأرجح للمبتدئين باتخاذ القرارات في ضوء الزخم المسيطر على السوق في الوقت الراهن.

  • إذا كان السوق متجهًا نحو الصعود، فإن مراقبة إشارات الشراء من الدعم الرئيسي ستكون الخيار المثالي للمتداول، ويمكنه الاعتماد على أيٍ من أنواع الشموع اليابانية قبل اتخاذ قرار الشراء، كأن يعتمد على شمعة البن بار (Pin bar)، أو يستعين بشمعة الابتلاع (Engulfing bar). 
  • أما إذا اتخذ السوق مسارًا هابطًا، فحينئذٍ يجب أن تُراقَب إشارات البيع عند مستوى المقاومة، على أن يسعى المتداول إلى تحديد نقطة التأرجح باستخدام إحدى الإشارات من شمعة البن بار (Pin bar)، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة الانتظار ريثما يتم التحقق من حركة السعر .

تعيين نقاط الخروج

يتعين على المتداول تحديد مستوى جني الأرباح ومستوى إيقاف الخسارة، فمن الضروري ألا يغفل عن تحديد هذين المستويين ليتمكن من حساب المخاطرة بشكلٍ دقيق، وبهذا الأسلوب يمكنه حصد الأرباح مع تقليل الخسارة ووضعها ضمن نطاق تحمله لئلا تصير فادحةً.

بالاعتماد على مستويات الدعم والمقاومة ستُتاح الفرصة للمتداول لتحديد نقاط الخروج المثالية التي تسمح له بالانتفاع من فرق السعر بينها وبين نقاط الدخول إلى الصفقة.

إدارة المخاطر واحتوائها خلال ممارسة التداول المتأرجح للمبتدئين

بغض النظر عن الاستراتيجية التي سيتبناها المتداول المتأرجح، سيكون المتداول بحاجةٍ إلى خطةٍ لإدارة المخاطر، إذ تسمح له هذه الخطة بتحقيق الأرباح والحد من خسائره قدر المستطاع.

ينضم إلى هذه الخطة مصطلح “إدارة الصفقات”، والذي يهدف إلى الخروج من الصفقة في اللحظة المثالية، ذلك أن الصفقات المتأرجحة الناجحة يمكن أن تستمر في التحرك لصالح المتداول لأيامٍ وربما لأسابيع، ما يعني أن التعجيل بإغلاق الصفقة يمكن أن يفوِّت على المتداول فرصًا عظيمةً لتحقيق المزيد من الأرباح.

ينتهج بعض المتداولين طريقةَ الخروج المتدرج، حيث يقومون ببيع المركز عبر عدة أوامر عوضًا عن أمرٍ واحد، وعادةً ما يمكِّنهم هذا الأسلوب من الحصول على متوسط سعر أفضل عند إغلاق الصفقة.

من الضروري عند خوض التداول المتأرجح للمبتدئين أن ينحِّي المتداول عواطفه جانبًا، إذ يتسبب تغليب العاطفة على العقل في فشل الصفقة حين يمتنع المتداول عن إغلاقها في اللحظة المناسبة، لذا يمثل الالتزام بالاستراتيجية خيرَ الحلول لإخراج العواطف من معادلة التداول المتأرجح.

الأسهم التي تناسب التداول المتأرجح

لكي يتمكن المتداول من تحقيق الأرباح باستخدام أسلوب التداول المتأرجح، عليه أن يفكر جيدًا بشأن تداول الأسهم التي سيعتمد عليها خلال خوض هذا النوع من التداول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العامليْن الأساسييْن عند اختيار تلك الأسهم هما: السيولة والتقلب.

  • تأتي الأسهم ذات رأس المال الكبير في صدارة الترشيحات لإجراء التداول المتأرجح، حيث إنها تتميز بحجم معاملاتها المرتفع، ما يعني أن المتداول لن يواجه صعوبةً عند اتخاذ القرار ببيع السهم، ولن يضطر لتقديم أي تنازلات مثل البيع بسعرٍ منخفض.
  • الأسهم التي تشهد تقلبات هي الأسهم المثالية للتداول المتأرجح، فالمتداول يتحين الفرص المناسبة للاستفادة من هذه التقلبات، أما عن الأسهم التي تتقلب في نطاقٍ ضيق، فإنها لا تكون محبذةً لهذا النوع من التداول.

التعامل الصحيح مع الأسواق المالية خلال ممارسة التداول المتأرجح

يستلزم التداول المتأرجح للمبتدئين إلى اتباع أساليب مختلفة للتعامل مع الأسواق المالية باتجاهاتها الثلاثة سواء الأسواق الصاعدة، الأسواق الهابطة، أو الأسواق التي تتوسط هذين النوعين.

  • تواصل أسعار الأسهم في السوق الهابطة انخفاضَها بوتيرةٍ هادئة، ما يعني أن فكرة شراء سهم بسعرٍ منخفض في هذه السوق بدعوى أن سعره سيرتفع لن تكون مجديةً على الإطلاق، بل إنها قد تسفر عن المزيد من الخسائر.
  • في المقابل يبدو التداول المتأرجح أكثر سهولةً في الأسواق الصاعدة، حيث تكون الأسهم آخذةً في الصعود، مما يفسح المجال أمام المتداول لشراء أسهم مرتفعة السعر قبل بيعها بأسعارٍ تفوق سعر الشراء.
  • أما عن الأسواق المتقلبة التي تسودها حالةٌ من حالات عدم اليقين، فهي النوع الذي يسمح للمبتدئين بصقل مهارات التداول المتأرجح عن طريق اتخاذ القرارات الصائبة في ضوء التحليل الفني الذي يقومون بإجرائه.

أبرز النصائح عند خوض التداول المتأرجح في الأسواق الهابطة

  • في سوقٍ هابطةٍ تنخفض أسهمها ببطءٍ، يصبح المتداول مُطالَبًا بتقصير فترة التداول الخاصة به وعدم الاحتفاظ بأوراقه المالية لئلا يتكبد المزيد من الخسائر.
  • يُنصَح المتداول بالتأهب للهبوط المُباغِت في أسعار أسهم السوق الهابطة، وخيرُ وسيلةٍ للاستعداد لهذا الأمر تتلخص في الاحتفاظ بالمزيد من النقود التي تسمح له بالتعامل مع هذه الظروف بطريقةٍ أفضل.
  • إن كانت الدلائل جميعها تشير إلى مواصلة الأسهم انخفاضَها، فهذا يعني أن المتداول يحتاج في تلك الأثناء إلى تغيير منهجه، فبدلًا من الشراء الآن والبيع لاحقًا، ينبغي له أن يبيع الأسهم الآن ليشتريها مستقبلًا بعد أن تنخفض أسعارها.

إرشادات لزيادة الأرباح من الأسواق الصاعدة

التداول المتأرجح

  • يتعين على المتداولين في الأسواق الصاعدة أن ينتبهوا جيدًا أن تصفية مراكزهم وجني الأرباح سيكون متبوعًا بتحديات صعبة، ذلك أنهم يكونون مطالبين بدفع المزيد من المال نظير شراء الأسهم التي ارتفعت أسعارها بعد إغلاق صفقاتهم.
  • في ظل اليقين بأن السوق يتجه نحو الصعود تغلب على معظم المتداولين حالةٌ من التراخي ظنًا منهم أن أي سهمٍ قادرٌ على منحهم الأرباح، لكن يجب ألا يركن المتداول لهذه الأفكار، وعليه أن يواصل دراسة السوق لتحديد أفضل الأسهم قبل شرائها.
  • إن كان المتداول واثقًا في استمرار صعود السوق، فمن الممكن حينئذٍ أن يستخدم الرافعة المالية ليزيد من حجم استثماراته، أما إن كانت هناك شكوك تحوم حول مواصلة السوق في حالة الصعود، فلا يُنصَح بتحمل هذه المخاطرة.

أساليب التحليل المستخدمة في التداول المتأرجح

قد يتم اللجوء إلى التحليل الأساسي (Fundamental Analysis) الذي يهدف إلى مقارنة القيمة الحالية للسهم بما يجب أن تكون عليه في المستقبل القريب، وذلك بالنظر إلى الأداء المالي لهذا السهم، فرص نموه، والتنافس الذي يشهده، وبذلك يمكن للمتداولين المتأرجحين أن يتوقعوا الحالة القادمة للسهم من حيث الصعود أو الهبوط.

على الرغم من قدرته على إخبار المتداول بشأن الأسهم المرشحة للصعود ونظيراتها المهددة بالهبوط، يستنزف التحليل الأساسي الكثير من الوقت، وهو ما يتعارض مع أسلوب التداول المتأرجح للمبتدئين الذين يوجهون مساعيهم نحو استغلال التحركات السعرية والتقلبات التي تحدث في إطارٍ زمني ضيق.

من جهةٍ أخرى سنجد أن التحليل الفني (Technical Analysis) يركز على السجلات التاريخية التي تحتوي على الأنماط التي يتبعها السهم صعودًا وهبوطًا على نطاق زمنيٍ واسع، ويتم ذلك بواسطة الأدوات والرسوم البيانية للتنبؤ بالتحركات المستقبلية للأسعار، إلا أن التحليل الفني قد لا يأخذ بعين الاعتبار القيمة الأساسية للسهم ومدى قوته الحالية.

أي الأسلوبين يتفوق على الآخر؟

بطبيعة الحال يبقى كل أسلوبٍ محتفظًا بمميزاته وعيوبه، لذا ينصح دائمًا بالدمج بينهما عند ممارسة التداول المتأرجح للمبتدئين لتعزيز حجم الأرباح، فالتحليل الأساسي يُمكِّن المتداول من استخلاص الأسهم ذات الأساسيات القوية، بينما يعطي التحليل الفني فرصةً عظيمةً للمتداول للتوصل إلى أفضل نقاط الدخول والخروج استنادًا إلى حركة السعر والمؤشرات الفنية، وبهذا النهج يتمكن المتداول من اتخاذ قرارات تداول أكثر دقة.

استخدام الاستراتيجيات والمؤشرات الفنية لتحديد فرص التداول المتأرجح

ما من شكٍ بأن ممارسة التداول المتأرجح للمبتدئين تستلزم منهم امتلاك المعرفة الكافية بالمؤشرات الفنية ليتمكنوا من دراسة تحولات السوق، وبمرور الوقت واكتساب الخبرة سيتمكنون من بلوغ الإعدادات التي تتفق مع استراتيجياتهم بمساعدة المؤشرات الآتية:

  • المتوسطات المتحركة (Moving Averages): يعتمد المتداولون على هذا المؤشر لمعرفة الاتجاه العام لأحد الأسهم، إذ يقومون باستنتاج متوسط سعر السهم خلال فترةٍ محددة لمعرفة ما إذا كان السهم مرشحًا للصعود أو الهبوط.
  • القوة النسبية (RSI): يستخدم هذا المؤشر نطاقًا يتراوح من 0 إلى 100، ويهدف في الأساس إلى تحديد حالات الشراء والبيع المفرط لسهمٍ معين، فتجاوز قيمة المؤشر حاجز الـ 70 يُعَد دليلًا على بيع السهم بصورةٍ مفرطة، بينما يشير انخفاض القيمة عن حدود الـ 30 إلى الشراء المفرط للسهم.
  • MACD: يقوم هذا المؤشر بعقد المقارنة بين اثنين من المتوسطات المتحركة الأسية (EMAs) لفترات مختلفة، فالهدف من ذلك هو قياس مدى استمرار ورقةٍ ماليةٍ في اتجاهٍ معين، حيث تكون القيمُ الموجبة لهذا المؤشر دليلًا على صعود السهم، بينما يستدل على الزخم الهبوطي من خلال القيم السالبة للمؤشر ذاته.
  • (On-Balance Volume (OBV: يهدف هذا المؤشر إلى إبراز القوى الكامنة وراء عمليات الشراء والبيع التي تتم على إحدى الأوراق المالية أو أحد الأصول، فهو يقوم برصد الإجمالي التراكمي ليضيف الحجم خلال الأيام التي تشهد أسعار إغلاقٍ أعلى من سابقاتها، بينما يقوم بطرح الحجم في الأيام التي تتسم بأسعار الإغلاق المنخفضة. 
  • المذبذب العشوائي (Stochastic oscillator): يعمد هذا المؤشر إلى تحديد مستويات التشبع التي بلغها سهمٌ معين من حيث الشراء أو البيع، فهو المؤشر المفضل بالنسبة للمتداولين المتأرجحين، إذ يمنحهم رؤيةً واضحةً بشأن قوة السهم أو ضعفه استنادًا إلى سعره الحالي، وذلك باستخدام نطاقٍ يتراوح من 0 إلى 100.

القيود حول استخدام المؤشرات الفنية الخاصة بالتداول المتأرجح

يدرك المتداولون المتأرجحون أن المؤشرات الفنية عادةً ما تكون محدودةً في نطاقِها لتوقع الاتجاهات السعرية المستقبلية، ما يعني أن الاستراتيجية التي سيتم اتباعها لممارسة التداول المتأرجح ستكون معرضةً في أي وقتٍ للتقلبات السعرية الكبيرة من دون أن يتلقَّى المتداول أي إنذارٍ سابق.

هذه القيود يجب أن تكون دافعًا للمتداولين المتأرجحين نحو البحث عن استراتيجية تداول أكثر شمولًا، فالمؤشرات الفنية لا تبوح بكامل الأسرار، كما أن إشارات التداول التي تمنحها للمتداولين لا تكون موثوقةً في جميع الأحوال.

على الرغم من مساعدتها للمتداولين المتأرجحين، إلا أن التركيز بصورةٍ حصرية على المؤشرات الفنية قد يصير نقمةً، إذ يحول ذلك دون النظر إلى الصورةِ الكبرى لما يحدث في أجزاءٍ أخرى من السوق، وهو ما قد يحرم المتداولين من فرص عظيمة لتحقيق الربح.

استراتيجيات التداول المتأرجح للمبتدئين

تتعدد استراتيجيات التداول المتأرجح للمبتدئين التي يتم اتباعها للدخول إلى الصفقات والخروج منها بفعالية، فمن خلال النقاط التالية سوف نستعرض بعضًا من هذه الاستراتيجيات:

  • يجب أن يحدد المتداول الاتجاهات المُرجَّحة للسهم المُراقَب، فمن الضروري أن تسير الأمور بشكلٍ متسق، إذ يضمن ذلك للمتداول أن فرصته في تحقيق الربح ليست بعيدة المنال.
  • يكون المتداول بحاجةٍ إلى التركيز على المستويات التي تساعده على الدخول والخروج من السوق بشكلٍ فعَّال دونما خسائر، وهناك العديد من الأدوات التي قد تعينه في هذه المرحلة نذكر منها: تصحيحات فيبوناتشي (Fibonacci retracements).
  • بعد دخوله إلى السوق، يصبح المتداول مُطالَبًا بالبحث عن العلامات المحتملة التي تشير إلى استمرار السهم في نفس الاتجاه سواء كان ذلك صعودًا أو هبوطًا.
  • بالاعتماد على أمر وقف الخسارة، وفي ظل متابعته الدورية للمركز، سيكون المتداول على يقينٍ بأن الصفقة تسير وفقًا لخطته الموضوعة سلفًا.
  • خوض التداول المتأرجح للمبتدئين يستوجب متابعة الأخبار الرئيسية والتحولات السياسية والاقتصادية الكبرى التي قد يكون لها دور بارز في تغيير الاتجاه العام للسهم.

أفضل منصات التداول المتأرجح

من افضل منصات التداول المتأرجح الاتي:

  • تقييم WorldCapital1 وورلد كابيتال 1 هو 4.9/5. World Capital: تدعم هذه المنصة أسلوب التداول المتأرجح، وتوفر بيئةً آمنةً للتداول، كما تعمل عروضها المتنوعة على تلبية الاحتياجات المختلفة للمتداولين، فبفضل الإشراف التنظيمي القوي يجد المبتدئون فرصًا عظيمة لصقل مهاراتهم وسط ظروف التداول التنافسية، فهي تعمل من خلال منصة MetaTrader 5 المتطورة، والتي تمنح المتداولين واجهات سهلة الاستخدام، وفي ظل خضوعها لرقابة FSC يصبح التداول عبرها أمرًا موثوقًا تمامًا. 

 

إيداع: $250
أصول: 5000+
  • تنظمها MISA
  • 30% بونص على الإيداع (لعملاءنا فقط)
  • أول 3 صفقات محمية
  • سبريد “0” لأول أسبوع
  • 0٪ عمولة تداول الأسهم المحلية والعالمية
  • تقييم شركة اكسيا Axia Axia.:يمكن للمتداولين المتأرجحين بدء رحلتهم في هذا المجال من خلال منصة Axia التي تدعم هذا النوع من التداول، فهي تقدم العديد من الأدوات المالية، وتعمل من خلال منصة MetaTrader 5 وAxiaTrader، ما يعني أن المتداولين الجدد لن تواجههم أي صعوبات عند التعامل مع هذه المنصات ذات الواجهات البسيطة.

 

إيداع: $250
أصول: 5000+
  • تنظمها MISA
  • 30% بونص على الإيداع (لعملاءنا فقط)
  • أول 3 صفقات محمية
  • سبريد “0” لأول أسبوع
  • 0٪ عمولة تداول الأسهم المحلية والعالمية

 

  • تقييم Alvexo ألفكسو هو 4.8/5 Alvexo: من خلال هذه المنصة ستتاح الفرصة للمتداولين لممارسة التداول المتأرجح باستخدام الأصول المالية المتنوعة، بما في ذلك: الأسهم، السلع، المؤشرات، الفوركس، والعملات الرقمية، وسيجد المتداول جميع المصادر التعليمية وأدوات التحليل التي تعينه خلال اتخاذ قراراته بشأن فتح الصفقات وإغلاقها، حيث تتنوع المصادر التعليمية ما بين المقالات، مقاطع الفيديو، أو الندوات التي يتم تنظيمها عبر الإنترنت.

 

إيداع: $250
أصول: 5000+
  • تنظمها MISA
  • 30% بونص على الإيداع (لعملاءنا فقط)
  • أول 3 صفقات محمية
  • سبريد “0” لأول أسبوع
  • 0٪ عمولة تداول الأسهم المحلية والعالمية

 

القواعد العامة للنجاح في التداول المتأرجح

بالاحتكام إلى تجارب المتداولين المتأرجحين، يمكننا وضع بعض القواعد العامة التي تساعد المقبلين على هذا المجال على تحقيق ما يتطلعون إليه من أرباح، مع خفض احتمالات التعرض للخسائر، فالنقاط التالية توضح أبرز هذه القواعد: 

  • تتمثل القاعدة الأولى في عدم ممارسة التداول العكسي، أي إن التداول يجب أن يسير في نفس الاتجاه الحالي، فعمليات الشراء تتم إذا كانت هناك اتجاهات تصاعدية، على أن يتم الدخول في صفقات البيع حال ملاحظة الاتجاهات الهابطة.
  • صقل مهارات التحليل الفني يُعَد ركيزةً أساسيةً للنجاح في عالم التداول المتأرجح للمبتدئين، إذ تفتح هذه المهارات المجال أمام المتداول لإيجاد الفرص المناسبة وانتقاء الوقت الملائم لدخول الصفقة والخروج منها.
  • بوصفك متداولًا متأرجحًا، ستحتاج إلى تنويع المراكز الخاصة بك، على أن تنتمي هذه المراكز لقطاعات وصناعات مختلفة، فبهذا الأسلوب سوف تضمن عدم التأثر بصورةٍ بالغة من جراء التحركات السوقية المباغتة التي تنتج عن التقلبات في هذه القطاعات.
  • لا غنى عن استخدام أوامر وقف الخسارة، وإن كان المتداول حريصًا على مراقبة السوق بصفةٍ مستمرة، ذلك أن هذه الأوامر تؤهله للتعامل مع الأسواق ذات الحركة السريعة، كما أنها تضع الحدود القصوى للخسائر لئلا تصير فادحةً إلى الدرجةِ التي تقصيه من مضمار التداول.
  • القاعدة الأبرز بالنسبة للمتداولين الجدد تتلخص في عدم الاكتفاء بالأدوات التي يجيدونها حاليًا، فكلمَّا استطاعوا التعامل مع أدوات جديدة وسبل متطورة لتحليل الاتجاهات العامة للسوق، كلمَّا صاروا مؤهلين لاتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.

الخاتمة

إلى هنا يبلغ مقال اليوم حدَّ النهاية، فقد أوضحنا من خلاله أساسيات التداول المتأرجح للمبتدئين، وقد وجهنا أنظارهم إلى الاستراتيجيات والنتائج الفعّالة التي تعينهم على التربح من هذا المجال وتساعدهم على تقليل احتمالات الخسارة لأقصى درجةٍ مُمكِنة.

الأسئلة الشائعة

كم من الوقت يستغرق تعلم التداول المتأرجح؟

يختلف الوقت اللازم لتعلم التداول المتأرجح من شخصٍ لآخر تبعًا لسرعة استيعابه وعدد الساعات اليومية المخصصة للتعلم، لكن كقاعدةٍ عامة لن تقل مدة تعلم التداول المتأرجح عن 6 أشهر.

هل التداول المتأرجح آمن؟

التداول المتأرجح هو الأقل خطورةً مقارنةً بالأشكال الأخرى للتداول قصير المدى.

كم يجني المتداولون المتأرجحون؟

حتى يتم تصنيف المتداول المتأرجح في زمرة الناجحين، فإن نسبة أرباحه يجب أن تقترب من 10%.

أيهما أفضل، التداول اليومي أو المتأرجح؟

التداول المتأرجح يعتبر الأفضل، فالمتداولُ اليومي يكون لديه وقت أقل لاتخاذ القرارات والاستجابة بشكل صحيح.

ما مقدار رأس المال المطلوب للتداول المتأرجح؟

ليست هناك قيمة مطلقة لرأس المال المطلوب لممارسة التداول المتأرجح، فما يحتاجه المتداول هو امتلاك رأس المال الكافي لتغطية سعر الورقة المالية.

استشارة مجانية عبر الواتساب

أرسل رسالة الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منصة مقارنة مستقلة وخدمة معلومات تهدف إلى تمكينك بالمعرفة لاتخاذ قرارات مُحتملة. بينما نظل مستقلين ، قد يؤثر التعويض الذي نتلقاه على العروض المعروضة على موقعنا.

في Theqa Brokers، نلتزم بتقديم رؤية شاملة وغير متحيزة لوسطاء التداول عبر الإنترنت. تم تصميم منصتنا بهدف واحد: تزويد المتداولين، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين، بالرؤى المهمة والمراجعات التفصيلية التي يحتاجون إليها للتنقل في المشهد المعقد للتداول في الأسواق المالية. نحن ندرك أهمية المعلومات الموثوقة في اتخاذ قرارات تداول سليمة، ولهذا السبب يقوم فريق الخبراء لدينا بإجراء أبحاث وتحليلات دقيقة لكل وسيط للتأكد من أن المحتوى الخاص بنا دقيق ومفيد.

إن استقلالنا هو حجر الزاوية في خدمتنا. نحن نؤمن بالشفافية والصدق، مما يضمن حصول قرائنا على رؤى حقيقية. في Theqa Brokers، تعتبر رحلة التداول الخاصة بك ونجاحك من أهم أولوياتنا، ونحن نسعى جاهدين لنكون مصدرك المفضل لجميع معلومات وسطاء الفوركس والتداول عبر الإنترنت. 

ينطوي التداول والاستثمار في الأسهم والمشتقات ذات الرافعة المالية وغير ذلك من الأوراق المالية القابلة للتداول على مخاطر كامنة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال المحتملة. يعتبر من الأعمال عالية المخاطر ، ويتأثر بعوامل مختلفة مثل المخاطر الاقتصادية والتضخم وتقلبات القيمة السوقية. تعتبر مشتقات OTC ذات الرافعة المالية أدوات معقدة تنطوي على مخاطر عالية لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. ما بين 74-89٪ من حسابات المستثمرين الأفراد يخسرون المال عند تداول المشتقات خارج البورصة مع الرافعة المالية. يجب عليك تقييم ما إذا كنت تستطيع تحمل المخاطر العالية لفقدان رأس المال بعناية.

معلومات الاتصال

brokers@theqabrokers.com Arch. Makarios III Avenue 169-171, Limassol +357 95 198232 theqabrokers.com

الشروط والأحكام

جدول المحتويات

Index